جعفر علي الحسيني
تكرر في خطابات الامام القائد للسنوات العشرة الاخيرة ثلاث كلمات (البصيرة, اليقضة, العزيمة) وهذا يعد من قيمة الادراك لجوهر الحرب الناعمة التي تقوم كل استراتيجياتها على مدى استجابة الخصم لتداعيات هذه الحرب وعلى غفلته وسوء تصرفه ولهذا تعطي الحرب الناعمة دائما نتائج هندسية وليست حسابية بمعنى ان الخسائر والاضرار تتراكم وتتوسع
بصورة مضاعفة وكل نقطة لها ضعفين من النتائج نقطة تضاف الى رصيد الطرف المهاجم ونقطة سلبية تحسم من رصيد الطرف المستهدف فضلا عن تمهيدها وتوليدها لخسائر واضرار ونقاط ضعف جديدة ولارباح ومكاسب في الاتجاة الاخر .
هنالك العديد من استراتيجيات الحرب الناعمة منها القديم الذي استعمل سابقا في الحروب النفسية كأليات بث الاشاعات وبث الخلافات والفرقة والطائفية والقومية ومنها المستحدث كتأسيس وتحريك الشبكات الافتراضية وتمويلها وهذا ما اسماه جارد كوهين رئيس قسم التخطيط السياسي في وزارة الخارجية الامريكية بسياسة الديمقراطية الرقمية حيث ان الشباب والنساء في الشرق الاوسط قد اصبحوا ناضجين لتقبل تأثيرات السياسات والافكار الامريكية من خلال بوابات ونوافذ تكنلوجيا الاتصال والاعلام .
كيف نواجه هذه الحرب ؟
قسمت سبل المواجهة في هذا المقال الى سبعة محاور .
المحور الاول: هو الاقتناع والايمان بوجود هذه الحرب حيث ان الحرب الناعمة حرب معقدة وسرية تعتمد على الخداع وهاتان الصفاتان من اهم صفات الحرب الناعمة .
المحور الثاني :هو الفهم الصحيح والتفصيلي لاليات الحرب حيث يذكر سماحته ان ان معرفة مخططات الاعداء والكشف عنها واتخاذ القرارات الصحيحة في الزمان المقتضي في مواجهة تحركات الاعداء هو مانعني به باليقظة والتدبير .
المحور الثالث: الوحدة والانسجام يجب الايمان بضرورة الوحدة والتكاتف بين المذاهب والتيارات الاسلامية وهذه من اهم عوامل المواجهة..فالصراعات تؤثر على الاداء العام في المجالات السياسية والاقتصادية والادارية وتؤدي الى تعطيل الكثير من المشاريع والطاقات ..لذلك فأن البلاد تتقدم بالاتحاد لا بالتفرقة والانقسامات.!
المحور الرابع :البصيرة والتشخيص الدقيق للقضايا والاحداث..فالبصيرة هي سراج يضيئ الطريق في جنح الليل وبوصلة تقود الى المسار الصحيح للتحرك باتجاة الهدف في صحاري الحيرة لذلك ينبغي عدم الوقوع في تشويشات العدو المانعة للرؤية الصحيحة والمرتكزة على زعزعة ايمان وثقة الفرد بالافكار والشخصيات والرموز .
المحور الخامس :معرفة اهداف هذه الحرب وتحديدها وكشفها وهذه من العوامل المهمة لاحباطها لان معرفة اصل وسبب المشكلة والتعرف على جذورها الحقيقية يعد مدخلا اساسيا للعلاج والشفاء.!
المحور السادس :هو تنمية الاعلام الاسلامي وصناعة النموذج البديل حيث يقول سماحته في هذا المنظور ان وسائل الاعلام لاتقل خطورة عن القنبلة الذرية من حيث قدرتها التدميرية .
وهذ الكلام دقيق جدا لان الانسان اصبح مستهلك للمنتجات الاعلامية والاتصالية بصورة سيئة جدا لايمكن تخيل تداعياتها .!
حيث وصل تفاخر احد الباحثين الليبراليين بهذه الثقافة الاتصالية بات ينسب اليها الفضل في بناء الفرد الرقمي الثوري المتمرد على الايديولوجيات الثقافية والدينية والسياسية .
لذلك يجب اغتنام الفرص الاعلامية واغتنامها لتبليغ الرسالة الاسلامية ولمواجهة الحرب القائمة .
المحور السابع: الجهاد الاقتصادي ركن من اركان المواجهة لان طبيعة الدول الاستكبارية تعمل على تركيع الشعوب المقاومة لها عبر بوابة الاقتصاد لذلك يجب رفع شعار التنمية والعدالة وشعار ترشيد الاستهلاك، ان يتم العمل وفق قاعدتين جوهريتين اولهما زيادة الثروة الوطنية، والقاعدة الثانية هي عدالة التوزيع ومكافحة الحرمان داخل المجتمع.
اما المحور الاخير هو الاساتذة والطلاب هم قادة وظباط مواجهة الحرب الناعمة حيث ان الاساتذة الجامعيين يجب عليهم توضيح الرؤيا الكاملة في مختلف القضايا وكذلك العمل على زيادة القدرة التحليلية للطلاب وايجاد الاجواء المفعمة بالامل والنشاط العلمي .
أما في مجال تحديد دور الشباب حيث يجب تعزيز النظرة التفاؤلية المفعمة بالامل بالمستقبل والحكمة في التصرف والابتعاد عن الافراط والتفريط في التعامل مع الامور لان هذا من شأنه ان يؤدي الى تعزيز المناعة لدى المجتمعات المستهدفة بالحرب الناعمة.
في الختام لابد من التذكير بنجاح جمهورية الاسلام المحمدي الاصيل في خوض غمار هذه الحرب وانتصارها فيها ولنا في فتنة 2009 خير اثبات ودليل .
لذلك وجب علينا السير في نهجهم في مجابهة هذه الحرب الخطرة وتطبيق أسس المواجهة التي وضعها سماحة القائد .
فخلاف ذلك على البلاد السلام .!
ــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha
![](https://telegram.org/img/t_logo.png)