محمّد صادق الهاشميّ ||
1. انتهت مقولة وجود تحالف استراتيجي بين السيّد نوري المالكيّ والكرد وبعض السنّة، وتبيّن بنحو واضح أنّ التحالف الذي بموجبه اُسقطت حكومة علاوي كان موقّتاً، وقد ودفعت نحوه ظروفٌ جعلت المصالح ملتقية مرحليا، ولكنّها ومن خلال تكليف الكاظمي ثبت أنّها متباينة جوهرياً.
2. يتمّ التركيز على شخص الكاظمي بأنّه بطل العبور، وأنّه قادر على خلق حوارات جادّة مكّنته من تمرير حكومته، وحقيقة الأمر غير هذا؛ فإنّ الكاظميّ كان ومازال رجل الظّل «غير الكفوء»، وإنّ الحقيقة مفادها أنّ الذي تصدّى بنحو واضح في هذه المرحلة، والمسؤول عن صياغة الأحداث ومخرجاتها منذ تشرين وإلى الآن، ومَنْ له دورٌ في قيادة التطوّرات القديمة والجديدة، والدفع بالكاظمي إلى الواجهة، وإقناع الأطراف السياسية وبذل الجهد لتمرير حكومته هو السيّد عمّار الحكيم، وقد ردّ الكاظمي إليه الجميل، معترفاً بقيادته المرحلة، إذْ كان مكتب الحكيم هو المكتب الأوّل الذي حطّت به رجل الكاظمي، بعد يومٍ من تكليفه، والأمر لا يخلو من مؤشّرات كثيرةٍ ومنعطفات مهمّةٍ ومتغيّرات واسعةٍ، تضرب في العمق في العمل القائم، وتمضي إلى القادم من عمر العملية السياسية.
طبعا السيّد مقتدى والعبادي لهم دورٌ في هذه المرحلة كلّ على انفرادٍ، وربّما تمّت مجارات العامريّ حتّى تجري المياه أكثر في نهر الاتفاقات، إلّا أنّ أحد أبرز مَنْ قَادَ مخرجات ما بعد عادل، والتظاهرات، وما قبلها هو السيّد عمّار بجزءٍ كبيرٍ من الجبل الغاطس.
3. البعض يصف تكليف الكاظمي بأنّه حالةٌ (اضطرارية)، ولكنّ مَنْ يراقب الواقع ومتغيّراته والأحداث وتسلسل حركتها، والمفاعيل المؤثّرة بدقّة، وصياغات المراحل يعرف ويتأكّد له أنّ الكاظمي وفق المقدّمات المشار إليها أنّه خيار «اختياري» تمّ العمل عليه بدقّةٍ هو أو نوعه , وبالتالي فالكاظميّ (نوعا ) لا شخصا قد تمّ الاعداد له ولمثله عبر سنوات، وفي بدايات تكوين المتغيّرات في العملية السياسية، ومنذ أنْ انفصل السيّد عمّار من المجلس الأعلى وقبلها, ومنذ أنْ شطر العبادي رؤيته عن المالكي ,ومنذ أنْ دفعت بعض التشكيلات ذات الأجنحة المسلّحة بنفسها إلى داخل العملية السياسية، فتولّد تفاعل غير ممكن أنْ يكتمل في ظلّ تنافر العناصر والأيديولوجيات والمواقف، وهو- الكاظمي - نتاج الصراع البارد الحارّ والصلب والناعم بين الأقطاب الدولية والإقليمية.
نعم كل تلك المراحل أوجدت صراعاً خفيّاً، ورؤى متباينة ومتنافسة حادّة على موقع قيادة التشيّع السياسية، فانتهت بهذه المرحلة التي تتصف بأنّها مرحلةٌ أكثرُ قرباً من المحيط الدولي.
ومحصلتها أنّ محور الإصلاح هو من يمثّلها، وإنْ لم تتفق أجنحته إلّا أنّ السيّد عمّار الحكيم هو الجزء البارز من جبل المتغيّرات في هذه المرحلة، وهو المهندس لها .
لا تخوين لأحدٍ فيما تقدّم الحديث عن اختلاف المناهج والأدوار... والأعمال بالنيات.
* وتبقى الآراء خاضعة للنقد والنقاش والرفض والقبول.
8/5/2020م ، الموافق 14 / شهر رمضان / 1441هـ
ـــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha