المقالات

امريكا دولة دينية بروتستانتية.. ترامب ينهي عهد العلمانية  


محمّد صادق الهاشميّ ||

 

1.  التظاهرات الأمريكيّة تمكّنت من تعرية النظام الأيديولوجيّ الأمريكيّ  الذي يدّعي أنّه راعي السلام، وحارس الديمقراطية، والامين المطلق لحقوق الانسان.

2. ستعاني أمريكا من خدشٍ في وحدتها الاجتماعية أمام المواطنين السود الذين يشكّلون 17% من المجتمع الأمريكيّ، واللاتينيّ، والصّينيّ، والعربي الأمريكيّ.

3. من الآن لا يمكن لأمريكا أنْ تدّعي بعد اليوم أنّها تدافع عن الديمقراطية في عالمنا الإسلاميّ بعد البشاعة والخنق بحقّ المواطن الأمريكيّ،  والخطاب المقرف والمنحرف للرئيس الأمريكيّ.

4. فشل «ترامب» في إعداد وتنفيذ ملفّ حقوق الانسان في الصين، الذي أعدّ له «ترامب» كورقة ضغط عليها، سيّما أنّ الشعب الصيني يطلق ملايين الهاشتاكات ساخراً من ديمقراطية «ترامب» مردداً عبارة: (إنّي أختنقُ، لا يمكنني أنْ أتنفس).

5. تعاطف السود في أوربا وكندا مع إخوتهم في أمريكا مدافعين عن الحرّيات من خلال تظاهراتٍ كبيرةٍ حاشدةٍ أمام السفارات الأمريكيّة في لندن وكندا، وقد تمكّنت هذه التظاهرات من تعرية أمريكا أمام الرأي العامّ العالميّ، وأمام الحلفاء قبل الأعداء  .

6. إنّ التظاهرات الأمريكيّة جاءت في وقتٍ مثالي للديمقراطيين، في وقتٍ ضعف «ترامب» في كثير من سياساته، وتخليه عن المعاهدات الدولية والحقوقية، وكذلك المناخية والصحّية، وزاد الطين بلةً تفشّي وباء «كورونا»، ومقاطعة «ترامب» لمنظمة الصحّة العالمية, وتدنى الاقتصاد، وتصاعد البطالة، وعمليات الحرق والنهب والسّطو المسلّح.

7. إنّ غضب الشعب الأمريكيّ واضحٌ، ومعبرٌ عن احتقانٍ عميقٍ, وأزماتٍ كبيرةٍ، ومن خنقٍ للحرّيات إلى حدٍّ جعل الشعب الأمريكيّ يخرج للتظاهرات غيرَ مهتمٍّ بخطورة «كورونا», ممّا ساعد الديمقراطيين بإحراز طفرات على المستوى الانتخابيّ، وهذا يضعف بقاء «ترامب» الأكثر حظوظا إلى أسوء التوقّعات بشأن فوزه، فبدأت آماله تضعُف.

8. ردّة فعل «ترامب» أسقطته في وحلٍ آخر من العربدة والغطرسة، وجعلته - وهو يتعامل مع أبناء شعبه - كأنه يتعامل مع إيران أو العراق أو الشعب اليمنيّ والفلسطينيّ, ممّا جعل الشعب الأمريكيّ يراه حيواناً عارياً عن الإنسانيّة، وليس رئيساً متوازناً, خصوصا تهديداته لشعبه بالكلاب الشرسة، وإطلاق النار عليهم، وإرساله الشرطة الوطنية، أو الحرس الوطني لأوّل مرّةٍ بعد الحرب العالمية الثانية إلى «مينابوليس» وعشرة ولايات؛ لذا هبط في وحل الهزيمة حينما حارب شعبه، وهو اليوم ينتقل من مرحلة التهديد بالكلاب الى الاحتماء بالانجيل وكأنه اخر ملوك بني العباس .

9. الشعوب الاسلامية وغيرها المغرر بها التي كانت تنظر الى النظام الأمريكيّ بأنه نظامٌ مثاليٌّ مدافع عن حقوق الإنسان، والتي تجاوبت مع الجوكر الأمريكيّ الذي حرّكته سفاراتها في بلداننا، فاليوم لا تتمكن هذه الشعوب المغرر بها أنْ تمضي مع الخداع الأمريكيّ، وهي تشاهد عنف «ترامب»، وهي تردد عبارة:  (أني لا أتمكّن أن أتنفس), وبهذا فقدت أمريكا شعبيتها في الداخل والخارج، وانكشف زيفها، وتبيّن أنها أقرب إلى الدكتاتورية منها إلى الديمقراطيّة, كلّ هذا جعل أمريكا بصورةِ الدكتاتور المنهزم .

10. هزيمة أمريكا داخليا سوف يمكّن إيران والروس والصين من أنْ تتقدّم خطوةً إلى الأمام؛ فإنّ زمناً طويلا لا يغسلُ عار أمريكا التي تتعرّى سوءتها أمام شعوب العالم, فالشعوب الاسلامية اليوم تتمكّن من أن تتنفس، وليبق الأمريكي يختنق ولا يمكنه أن يتنفّس بفضل الغطرسة، والسياسات الفاشلة لهذا الرئيس الفاشل.

11. اليوم ترامب يرفع الإنجيل باطلالة على جمهوره بعد اختفاء مهزوم ومن امام كنيسة  حرقتها الجماهير الغاضبة؛ ليحرق هو العلمانية والمدنية، ويرفع شعار الدين ويستقوي بالبروتستانت ضد الكاثوليك المتمرد. انتهى

ــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك