المقالات

الثقافة القانونية وصناع القرار  


الخبير القانوني فيصل ريكان ||

 

اثبتت التجارب التي عاشتها مختلف شعوب العالم ان هناك حاجة ماسة الى التزود بالثقافة القانونية لأنها تؤدي الى تحصين الانسان من الانزلاق نحو الخطأ وبالتالي تكون تصرفاته متوافقة مع القوانين وبما يسهم في تنظيم الحياة الاجتماعية .

ان التزود بالثقافة القانونية لا يعني ان يلتزم الجميع بحفظ مواد القوانين النافذة واحكامها لان ذلك ليس بالأمر اليسير وقد يطالب بذلك اصحاب الاختصاص من القانونيين بحكم عملهم وقد  يكون من الضروري ان تتوفر لدى الجميع ثقافة عامة حول القوانين وقد ينفعهم ذلك في حياتهم اليومية بما يضمن عدم القيام بإعمال غير قانونية وقد يؤدي ذلك الى تعرض المخالف للعقاب تبعا للقاعدة القانونية التي تنص على ان الجهل بالقانون لا يعفي من العقاب.

ومن المهم في هذا الامر ان لا يعفى احد من مهمة تلقي هذه الثقافة ويكون مشمولا بها الامي والمتعلم والغني والفقير والوزير والغفير لكي تكون المنفعة عامة  لان الجميع يشكلون الوحدة الاجتماعية السليمة.

والاهم في هذا كله ان يتسلح بها من يعمل في مؤسسات الدولة القيادية سواء كانت تشريعية او تنفيذية وقد يصل بعض الاشخاص الى مناصب قيادية عن طريق الانتخاب او بسبب التدرج الوظيفي او بأية طريقة جعلته من صناع القرار او منفذيه وتكمن الاهمية هنا لخطورة المنصب لضمان صناعة القرار او تنفيذه بما يضمن تلبية الاحتياج اليه واختيار الوقت والصيغة الملائمة لذلك وهذه تتحقق بالتسلح بالثقافة القانونية للأشخاص انفي الذكر وبما يؤمن تحقيق الفائدة المرجوة من القرار للناس.

وتبعا لما تقدم يكون من الضروري ان يتسلح كل من له علاقة بصنع وتنفيذ القرار بالحد الذي يجعله مؤهلا للعمل في هذا المجال الذي له علاقة في تنظيم الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد بالإضافة الى الصفات الاخرى الواجب توفرها مثل التجرد ونكران الذات وغير هذه الصفات ان توفرت في الشخص المعني بالقرار تدعو الى القلق على المصلحة العامة.

من هنا تبرز اهمية الدقة في اختيار المرشحين لشغل مقاعد البرلمان بعيدا عن العاطفة والانتماء الطائفي او العرقي او القومي او العشائري ولنبدأ من هذه النقطة في الفهم الحقيقي لمعنى التمثيل في مجلس النواب ومدى قدرة الشخص المنتخب على صنع القرار ومراقبة تنفيذه لقد افرزت التجارب الانتخابية السابقة ثلاثة انواع من البرلمانيين النوع الاول كان حاضرا مؤثرا في صنع القرار البعض من هذا النوع مؤثرا باتجاه صنع القرار تحقيق المصالح الناس والمطالبة بها والبعض الاخر مؤثرا باتجاه صنع القرار تحقيقا لمصلحة ضيقة او خاصة والنوع الثاني مشاكسا معارضا معرقلا لكثير من  القرارات والمشاريع ولكنه موجود باستمرار اما النوع الثالث  فكان حاضرا او غائبا في احيان كثيرة لكنه مستفيدا من الامتيازات لذلك علينا التمعن بدقة ليكون اخيارنا مستقبلا بما يضمن ان يكون الاختيار صحيحا وعلينا سؤال انفسنا من أي الانواع سنختار للانتخابات القادمة اذا اردنا ان نبني وطن

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك