✍️ إياد الإمارة
▪ الأمر غريب جداً ونحن نتوقع في العراق إن حظر التجوال وقطع الطرقات هو السبيل الوحيد للوقاية من فيروس كورونا الفتاك، وهو المؤشر الوحيد على وجود الخطر، فبه نحدد أن الخطر موجود وبمجرد رفعه أو جعله جزئياً نكون قد تخلصنا من خطره وبإمكاننا التحرك والتقارب فيما بيننا وكأننا نعيش فترة ما قبل كورونا ومخاطرها..
هناك خلل كبير في تعاملنا مع هذا الفيروس وخلل كبير في طبيعة وكم المعلومات المتوفرة لدينا عنه، للأسف الشديد تسيطر على أذهاننا طريقة إعلام مواقع التواصل الإجتماعي وما تطرحه من غث لا يرقى إلى مستوى ما نتعرض له من خطر حقيقي يحتاج إلى معلومات حقيقية وطريقة عمل صحيحة يلتزم بها الجميع.
الإتحاد الآوربي يقرر رفع بعض القيود اليوم عن الحدود والمتاجر ويحاول العودة بالحياة تدريجياً على طريقة التعامل الدائم مع الجائحة إلى هذا الجزء من العالم الذي تضرر كثيراً منها، لكنه مع ذلك يؤكد على إجراءات إحترازية أخرى متعلقة بالتباعد بين المسافرين والمتسوقين والمتواجدين في دور العبادة، ويؤكد على إرتداء الكمامات وعدم التهاون في لبسها، ويؤكد أيضاً على التعقيم المستمر لكل ما تتكاثر على لمسه الأيدي في أي مرفق من مرافق الحياة العامة، لم ينته خطر الفيروس كورونا والأخبار تفيد بموجة جديدة من الإصابات به في الصين التي تعود لتتخذ نفس الإجراءات اللازمة للوقاية من عودة مستوى التفشي إلى سابق عهده الأول.
اعود للحديث عن طريقتنا في العراق وعدم إلتزامنا بكافة طرق الوقاية من الإصابة!
لسنا متباعدين..
لا نرتدي الكمامات..
لا نراعي موضوع تعقيم "الملموسات" في المرافق العامة..
هناك إزدحامات حقيقية في الأسواق و"المولات" المنتشرة في كل مكان..
وكأنهم لم يرفعوا حظر التجوال فقط بل أعلنوا عن القضاء على الفيروس كورونا وأصبحنا أحراراً نتصرف كما نشاء في حين إن الواقع أمر آخر، إذ الفيروس موجود وهو متأهب للعودة من جديد أكثر قوة وقدرة على الفتك وإيقاع المزيد من الضحايا.
على وسائل الإعلام، والجهات الصحية، وخلية الأزمة المركزية أو تلك التي في المحافظات، والجامعات والمراكز العلمية المختلفة، ورجال الدين وخطباء المنابر الدينية، على هؤلاء جميعاً أن يبينوا ضرورة إتباع إرشادات التباعد وإرتداء الكمامات والتعقيم المستمر وعدم التجمع بكثرة لأي سبب من الأسباب بحظر التجوال أو بدون الحظر، وإلا فستبقى أعداد الإصابات بالفيروس مرتفعة وتعرضنا إلى هجمة جديدة من الفيروس متوقعة بمزيد من الإصابات التي لا تستطيع إمكاناتنا في العراق مواجهتها أو تحمل تبعاتها.