✍️ إياد الإمارة ||
▪ تظاهرتان شهدهما العراق منذ نهايات تشرين الماضي وإلى يومنا هذا واحدة عمد بعض المندسين فيها إلى منع الدراسة في المدارس والجامعات وقطع الطرقات وإحراق أموال عامة وأخرى خاصة وتعطيل عمل مؤسسات ودوائر الدولة وكان شعارهم نريد وطن فكادوا أن يتسببوا بضياع هذا الوطن لولا أن يتداركنا الله تبارك وتعالى برحمته، تظاهرات طبلت لها وسائل إعلام وزمر من المرتزقة لتزيد من حماس المخربين فيها وتدفع بهم إلى أعمال شغب أكثر عنفاً وتعدياً على الحقوق والحريات، تظاهرات مدفوعة الثمن من خارج أسوار الوطن..
في المقابل كانت هناك تظاهرات أخرى لضحايا النظام البعثي الإرهابي والمتضررين من سياساته التعسفية العدوانية أسر شهداء مظلومين وشريحة واسعة من سجناء غيبهم عسف الإرهاب البعثي في غياهب السجون سنين طوال وغيرهم من مضحين تقطعت بهم سبل الحياة وكان حري بالدولة العراقية تعويضهم وهي تعوض ضحايا الأنفال وهذا حق مشروع لهم، أو وهي تمنح الجلادين البعثيين من شذاذ الأجهزة البعثية القمعية رواتب مجزية وهم يديرون شبكات إرهاب ودعارة في منافيهم القسرية بعد هروبهم خارج العراق فراراً من العدالة وهذا ليس من حقهم..
تظاهرات هؤلاء الضحايا لم تعطل الدرس ولم تقف بالضد من مصالح الناس لم تحرق ملكاً عاماً أو خاصاً، لم تقتل أبرياء ولم تعلق طفلاً بريئاً على طريقة البعث
الإرهابية لتقطع أوصاله، لم تقم بأي من أفعال الحفافات وبائعات الهوى، لم يرقصوا فيها على جراحات الناس ولم يترنحوا افقدهم السكر صوابهم في الجبل المبغى، ولم "تبغج" بقضيتهم العادلة كل الأفواه النتنة التي تتحدث عبر مختلف وسائل الإعلام بالأجرة، تظاهرات تريد الحفاظ على الوطن الذي صانوا قضيته من قبل بدمائهم مضحين بالغالي والنفيس من أجله.
بين تظاهرات من خارج الوطن وأخرى من داخله مسافة طويلة اختلفت فيها المقاييس واختلت التوازنات وخارت قوى ضلال وانهارت لتتخبط في قرارات أشعلت فتيل أزمة جديدة لا تقل خطراً عن أزمة تشرين السوداء.
ـــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha