أحمد لعيبي ||
الحشد عليكم ورحمة الله وبركاته. ..
منذ أشهر عديدة وأنا أبحث عن جسدي بين الأجساد المدفونة في حفرة واحدة ويعتصرني الألم وانا ابحث عن رأسي المقطوع لأن في ذهني خيال طفلتي ونظارة امي المكسورة وشسع والدي المقطوع ...!!
كنت أبحث عن يدي التي طالما مسحت بها رأس طفلتي ودموع زوجتي أن جاء العيد ونحن بحسرة الملبس لصغارنا. .!!
أخي أحمد. .
بحثت في الحفرة عن قدمي التي سرت بها يوماً إلى الحسين وركضت بها عندما احترقت دار جارنا السني كي اطفأها. .!!
بحثت بين الأجساد المدفونة عن قلبي الذي فيه وطني الذي تفرهد فيه جسدي وضاعت فيه أحلامي فكانت كل القلوب متشابهة وتشبه قلبي. .فضاع قلبي بينها. ..!!
بحثت عن اصبعي الذي انتخبت فيه وكم تمنيت أن لا أجده فكيف لهم أن يعفو عن البعثية وهم من قتل خالي وعمي وكسروا ساق أبي. .وكيف يتنازلوا عن دمي وانا ابن الجنوب الذي احياهم وجعلهم مسؤولين. .صدقني لا أريد اصبعي. .!!
أخي أحمد لعيبي. .
قل لأمي اني صدقت كذبة البعض بأن الأرض لنا جميعاً ولكن في الموت وليس الحياة. .!..أرجوك قل لأمي لا تبكي كثيراً فالسماء في كل يوم تبكي لمظلوميتنا. .لا أريد أن أسمع صراخها وهي ترى عظامي التي كانت تقبلها وتقول لي ((شوكت تكبر وتصير زلمة وذخر لأيام شيبي ))...!!
استحلفك بالله قل للمسؤولين أن يبتعدوا عن نعشي كي لا يروا جرح امي وملابس صغيراتي اللواتي وعدتهن بالجديد. .!!
وإن يبتعد حمايتهم عن طريق أخواتي وزوجتي. ..!!
وأخيرا. .
لا أريد تمثالا ولا نصبا ولا قصيدة ولا لجنة للتحقيق فنحن قد باعونا وكلفوا من قتلنا بالتحقيق في قتلنا وصمت البعض الآخر عن قتلنا. ..!!
أرواحنا هنا في هذه الأرض تحوم حول العسكريين. .حول القباب والمنائر. .فلتأتي امي واطفالي هناك سأكون موجودا في الساعة الموجعة بتوقيت الجرح. .
وشكراً لله على نعمه. .ولا حول ولا قوة بالعراق الجريح. .!!
ـــــــــــ
https://telegram.me/buratha