احمد لعيبي ||
اسعد الله ايامكم بذكرى ولادة الامام شمس الشموس و رزقكم شفاعته في الدارين انقل لكم قصة واقعية للكاتب احمد لعيبي في مدينة مشهد مدينة الامام الرضا عليه السلام
قبل اشهر كنت في ايران الاسلام لزيارة الامام الرضا عليه السلام ووجهت لي دعوة للعشاء من صديق عراقي مقيم في احدى ضواحي مدينة مشهد المقدسة تبعد ما يقارب كيلومتر عن مرقد الامام الرضا عليه السلام وبعد الانتهاء من العشاء خرجت لغرض استئجار تكسي والعودة إلى محل سكني وكانت المفارقة انني ابتعدت كثيرا لجمال الطبيعة وانا امشي بعيدا عن منزل صديقي صاحب الدعوة ويبدو المنطقة التي كنت فيها لا تحتوي على سيارات اجرة يسمح لها بالسير بعد منتصف الليل ..
اتصلت بصديقي ووصفت له المكان الذي انا فيه فقال لي علي ان استقل سيارة خصوصي من الشارع وثم اتوجه لكراج قريب فيه سيارات اجرة ..
انتظرت طويلا حتى توقفت سيارة يستقلها شاب بشوش الوجه لا يفقه من العربية شئ ..
اتصلت بصاحبي وكلمه ..ثم اعطاني الهاتف وقال لي ان السائق ذاهب الى بيت عمه حتى ياتي بزوجته وهو مستعجل وسيوصلك مسافة قريبة فاركب معه ..
في الطريق كنت اقلب بهاتفي فشاهد صورة لأحد الشهداء في هاتفي وهو من اهالي البصرة فكلمني فلم افهم منه فاتصلت بصاحبي واذا به يقول ان هذا الشهيد صديقه وقاتلا معا في جبال مكحول وبيجي واخرج بالفعل من هاتفه بعض الصور مع الشهيد وبدأ يتكلم ويبكي وصاحبي يترجم فكان من جملة ما قاله (لقد جرحت ولكني لم استشهد لان العراقيين كانوا يعشقون الشهادة اكثر منا ويتسابقون معنا عليها وكانوا يقولون لي انك شاب ولديك بيت في ايران اما نحن فليس لدينا شبر في ارضنا ..استغرب كيف يكون العراقي هكذا في القتال وهذا ظرفه حتى انني جأت قبل عامين للزيارة واستضافني موكب كان قد انهى الطعام الذي عنده وبدا بغسل الصحون فاخرجت احدى النساء الكبيرات من كيسها بعض الطعام واعطتني اياه تبين انه قد ادخرته لولدها الذي يغسل قدور الطبخ ..)..
سالته عن اسمه فقال لي ان اسمه سعيد وهو بانتظار طفل جديد سيختار له اسما عراقيا ...!!
سالني عن مكان سكني فاخبرته اني بميدان الطبرسي بعد ان اتصلت بصاحبي الذي اخبرني انه سيوصلني الى مكان سكني ولكنه يريد اجرة ..
فقلت له ..وكم اعطيه ..فقال لي اعطه ثلاثون تومانا فقط ولا تزد له اكثر لان اجرتها عشرين ولكن لموقفه معك ..!!
كان الوضع المعاشي للفرد الايراني متعب جدا وآثار العوز والحصار بادية بشكل واضح على هذا الشعب الطيب النبيل...
وقف سعيد في الطريق وملأ بطل الماء الذي يضعه في سيارته من محطة ماء مجانية في الشارع ..
وسالته لماذا من هنا وليس من هناك واشرت له على سوبر ماركت فابتسم ولم افهم منه شئ واتصلت بصديقي ليسأله فاخبرني وهو يضحك انه لايملك مالا وان لكل شي في راتبه مكان مخصص للصرف لا يمكن ان يتعداه..
وصلنا مكان السكن واتصلت بصاحبي ليحسم معه مسالة الاجرة وكم ادفع له...
فبكى سعيد بحرقة وقال لي اغا احمد الاجرة هي دعوة عند الحسين هذا العام لا استطيع الذهاب للزيارة فوضعي المادي صعب جدا...
ورفض ان ياخذ ال ٣٠تومانا رغم انه بحاجة للتومان عالاقل ليشتري به الماء ..
كم سعيد في ايران مثل سعيد...
https://telegram.me/buratha