مازن البعيجي ||
العرب رغم أنها كلمة وردت في كتاب الله تعالى او رغم ورودها في الحديث على أنها لغة أهل الجنة لكن هذه ليست حصانة ولا نوع تقوى حائلة أو مانعة من أي انحراف فكري! بل لو وضعتها تحت مجهر التشريح ستجد أنها مملوءة أمراض معنوية ومادية تلك العربية وتاريخ الجاهلة يشهد .
ولا أعني اللغة كوسيلة نطق بل من عليها داروا واتخذوها مكة يطاف عليها ولها تنذر النذور ويتصدى بأسمها من يراها سلماً يُعّرفهُ ولو كان نكرة!!!
حتى إذا ما طل الإسلام بنفس لغة العرب وعليها ليمضي ببصمة على أنها الخيار العصموي والفارز للطبقات التي لها الأولوية في العيش على أنها نخبة النخب لأن لغة القرآن منها . ولكن بمرور الوقت تبين هشاشة هذا المنطلق والأعتقاد أننا "عرب" وقد اختارتنا السماء! وظهر العناد ، والقاتل ، والتزاحم ، والعصبية ، والقومية ، والعشائرية بل والعائلية وكل صار يبحث عن مجد يخلده ولو مخالف لما لذلك الإسلام ذي اللهجة العربية!!!
فترسمت الحدود منذ بدايتها على فهم خطأ ومائل عن القواعد الإسلامية التي لم يفتر الحديث والآية عن الطلب من تجاوزها ومحو العربية التمييزية عن دين المساوات الذي لا حدود له غير حدود التقوى والورع كأفضل ميزان عليه تعير المبادئ والقيم بعيداً عن اللغة العربية! وظهرت نزعة العرب والعجم على مجتمع العرب الذي يرى الإسلام ميراث مادي وغيره لا يراه إلا عقائد معنوية!
وبمرور الزمن وبمساعدة الجهل والأشرار والنفوس المريضة والمستعدة لبناء حصن اسمه "العرب" تكاتفوا بعيداً عن الإسلام عصب عربية تشم منها في كل مكان وزمان رائحة وقذارة جهل الجاهلية المطبق حتى وصلنا إلى ما نحن فيه بعد أن عرف الأستكبار عيوبنا والأمراض الكثيرة المستوطنة ممن عقلهُ عربي التفكير لا إسلامي النزعة!!!
لكن من تجاوز تلك العقدة الخطيرة وانشرح قلبهُ لما بعدها ولم يعتبرها ميزة بل وسيلة اختارها الله سبحانه وتعالى كما اختيرت أشياء كثيرة تسهل لنا طرق التعامل مع بعضنا البعض أصبحت اللغة أحد تلك الأدوات . ليكون من خرج من تأثيرها هو المسلم العقائدي الذي تحررت أفكاره باتجاه لا حدود له تؤطره او تمنعه من إتخاذ الإسلام وعقائدهُ هو الشرف المعلى وليس اللغة ، ومن هنا خرج لنا قوم نعم ليسوا كثيرون لكنهم نوعيون تشرب الإسلام المحمدي الأصيل فيهم ليأتي المديح لهم من رب العزة الجلال دون ذكر شيء يميزهم لا العربية ولا غيرها وكان المائز الوحيد هو طهارتهم العقائدية من الدنس والحرس فقط وفقط!
( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) الأحزاب ٣٣ .
فأين الفرض الأول من الثاني الأول الذي شتت المسلمين وقتّلهم وقطّع اوصالهم وأسس للخيانة والتطبيع لشعوبهم وهكذا ، فقط هدية العمق العربي للعراق "خمسة الآلاف انتخاري ومفخخ" فأين العربية المانعة؟! فقط هدية العمق العربي لليمن "خمس سنوات حسوما" تقتل فيها اليمن وتقطع ارباً اربا ومثلها سوريا ومثلها لبنان وليبا وغيرها الكثير!!!
لكن العقيدة الحقة التي تبناها من يؤمن بالإسلام المحمدي الأصيل الحسيني هي من لم تعتبر حتى عربيتها شيء يصلح للفخر والفخر الوحيد هو "التقوى" وحدود الله تعالى ( تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) النساء ١٩ .
فالفرق بين القرائتين هوة وخطب كبير أنتج الويلات والمأسات على أمة من بشر ذهب أرواحنا نتيجة الخلط والجهل والعمى!!!
( البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..
https://telegram.me/buratha