✍️ إياد الإمارة ||
▪ الشغب في العراق بعد العام (٢٠٠٣) على أنواع مختلفة، تبعاً لطبيعة نوايا وأهداف الجهة التي تقف خلف إثارته، لكن كل هذا الشغب يؤدي إلى نتيجتين لا ثالثة لهما، النتيجة الأولى تحقيق غايات ومرامي الجهات القائمة عليه، أما النتيجة الثاني هي الوقوف عائقاً أمام تحقيق آمال وتطلعات العراقيين المساكين وقطع الطريق عليهم بأي عملية إحتجاج أو تظاهر من أجل تحقيق مطالب مشروعة، هذا فيما يخص الشغب وهو الأعلى صوتاً والأقدر على تحقيق المكاسب.
أما الشعب، العراقيون شُعَب ثلاث تتفرع مرة أخرى إلى تشعبات كثيرة تتوزع على جبال العراق وأوديته وتلاله وهضابه وصحارية وسهوله وأنهاره وبراريه، ولكل من هؤلاء شأن يغنيه لأن لا يلتفت إلى قضايا كثيرة ومهمة تخص حاضره ومستقبله وقد تتعلق في بعض الأحيان بماضيه، شَُعب هذا الشعب وتفرعاتها زادت في تعقيد الوضع في العراق وساهمت مساهمة كبيرة في إذكاء أي شغب مهما كان محدوداً في أي منطقة من مناطق العراق الساخن!
والشعب والشغب نقيضان لا يلتقيان أبداً.
السيد رئيس مجلس الوزراء "الحقوقي" مصطفى الكاظمي يقف بين هذين النجدين الشعب والشغب، وهو موقف صعب لا يُحسد عليه، إذ لكل منهما (الشعب، الشعب) مطالب تختلف إختلافاً كبيراً ولا يمكن التوفيق بينها بأي حال من الأحوال، للشعب مطالبه المتعلقة بالخدمات وتوفير فرص العمل والقضاء على الفساد والمحسوبية وتحقيق الرفاه والتقدم، وللشغب مطالبه الخاصة المتعلقة بالإستحواذ على المال العام وتسخير إمكانات وطاقات ومقدرات الشعب لصالح أشخاص قلائل لا يكاد عددهم يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة، أو لمؤسسات ودوائر لا علاقة لها بالعراقيين..
إلى الآن يبدو أن دولة الرئيس منشغل بالشغب بكل أنواعه يحاول أن يحقق مطالبه، وليس قريباً من الشعب المغلوب على أمره، وهنا يكمن كل الخلل الذي وقع فيه من سبقه وذهب غير مأسوف عليه قبل نفاد مدته، وعلى السيد الكاظمي أن يحسم أمره سريعاً ويحدد موقفه لكي يحدد معه مصيره..
https://telegram.me/buratha