جمعة العطواني ||
وفق المباني العقائدية والفكرية والفقهية ، والتراتبية التاريخية لدى المسلمين كافة ، ولدى مدرسة اهل البيت( عليهم السلام ) خاصة توجد ثلاثة مراحل لنشر الدين ، وهداية الناس ، والتمسك بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها ، وهي:
الاولى : الرسول الاعظم صلى الله عليه واله وسلم، وهي مرحلة نزول الوحي وتبليغ الرسالة الاسلامية.
ومن خلال القرانِ الكريم واحاديث الرسول الاعظم يتضح ان الايمان مركب من مجموعة احكام وعقائد مرتبطة مع بعضها البعض بنظام كنظام الخرز يتبع بعضه بعضا، وان التفريط ببعض او انكاره، لا يشفع له الايمان بالبعض الاخر ( لا نفرق بين احد من رسله)/ البقرة ٢٨٥.
فالإيمان ببعض الانبياء دون بعض يعادل الكفر بالله تعالى، فلم ينفع اهل الكتاب الايمان بانبيائهم دون الايمان بخاتم الانبياء .
الثانية : ائمة اهل اليت عليهم السلام ،فطاعة الأئمة ركن اساس في الاسلام ، وعلى محبتهم وولايتهم تتوقف سائر العقائد الاخرى ( قل لا أسئلكم عليه اجرا الا المودة في القربى)/ الشورى ٢٣ ، و( يا ايها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك، وان لم تفعل فما بلغت رسالتَه )/ المائدة ٦٧ .
فالأيمان ببعض دون بعض لا ينفع المسلم إيمانه .
وطاعة ائمة اهل البيت عليهم السلام لا تقبل التجزاة ، والا أصبحوا واقفية، الواقفية لم ينفعهم إيمانهم ببعض الأئمة وإنكارهم للبعض الاخر.
ان التطاول على احد الأئمة يعد تطاولا على سائرهم عليهم السلام كما هو معلوم.
كما ان الجغرافية ليست مبررا للسكوت على تجاوز البعض على احد الأئمة ، بمعنى ان التجاوز على مقام الامام الرضا عليه السلام ، هل يقبل السكوت من الشيعي في العراق، بحجة ان مرقده في مشهد؟ او التطاول على مقام ائمة البقيع عليهم السلام يبرر سكوت شيعة ايران والعراق بحجة انهم في المدينة المنورة ؟ وهكذا ائمة اهل البيت في العراق .
ولهذا عندما حصل انتهاك المقام الإمامين العسكريين في سامراء ومرقد السيدة زينب عليهم السلام في سوريا هبَّ شيعة العراق وايران ولبنان للدفاع عن حرم المقدسات دون النظر الى الاعتبارات الحغرافية او القوميةِ او الاثنية .
المرحلة الثالثة: مرحلة المراجع الفقهاء في زمن الغيبة الكبرى للأمام الحجة بن الحسن ( عج) ، والذين قال عنهم الرسول الاعظم ( الفقهاء امنا الرسل )، والفقهاء الذين يتحدث عنهم الرسولُ الكريم واهل بيته الطاهرين هم مراجع الدين في زمن الغيبة .
هؤلاء المراجع كما ائمة اهل البيت، بل كما الرسول الكريم لا يمكن تأطيرهم باطار القومية او الجغرافية ، إذ انهم يبينون احكامِ الله تعالى ، هذه الاحكام التي تجري على كل مسلم دون النظر الى خصوصياته القومية او الجغرافية ، وأحكامهم ملزمة للجميع بلا استثناء ، فما يقوله الفقيه في قم المقدسة او النجف الاشرف واجب الطاعة على الانسان المكلف في العراق وايران ولبنان ونيجيريا والبحرين واليمن ، بل والمسلم في امريكا والغرب والصين .
من هنا نخلص الى القول بان التجاوز على مراجع الدين في اي مكان يمثل تجاوزا على المسلمين في كل مكان، بوصفهم ( أمناء الرسول) في معرفة احكامِ الدين وهداية الناس للطريق الحق .
لهذا لابد ان يكون موقف المسلمين واتباع مدرسة اهل البيت واحدا ازاءَ تلك الانتهاكات، دون النظر الى الجغرافية او القوميةِ او الانتماءات الثانوية التي لا تغني عن الحق شيئا.
على سبيل المثال التطاول على مقام المرجع السيد علي السيستاني ( دام ظله) هو تجاوز على الشيعة في العالم، في ايران ولبنان ونيجيريا واليمن والبحرين ، فضلا عن العراق، كما انه يعد تجاوزا على مقام الولي الفقيه الامام الخامنئي( دام ظله).
والتطاول على مقام الامام الخامنئي يعد تطاولا على كل الشيعة في العراق وايران ولبنان واليمن والبحرين ونيجيريا وأمريكا والغرب ، بل انه ايضا تطاول على مقام المرجع السيد علي السيستاني ( دام ظله).
ان الحق لا يتجزا كما الباطل لا يتجزا، فلا حدود جغرافية او اطر قومية تقسم الحق الى أقسام، ولا حدود جغرافية او قومية تقسم الباطل الى أقسام، كذا الحال بالنسبة للمرجعيةِ كصمام امان لمعرفة الحق من الباطل.
ان اي شيعي يتعامل مع مراجع الدين ونائب الامام المهدي ( عج) على اساس قومي او جغرافي لا يختلف عن اي مستعمر او ناصبي او واقفي يتعامل مع الدين ومراجعه على نفس الاساس، فهم في الظلال سواء.
ساذج من يتصورُ ان الوهابية- السعودية تبغض شبعة ايران ومراجع قم بسبب قوميتهم ، وجاهل من يتصور ان الوهابية- السعودية تكفر بعض الشيعة دون بعض كما يتصور بعض السطحيين من الناس ، لان الوهابية السعودية تعتقد بكفر شيعة اهل البيت بسبب انتمائهم لمدرسة اهل البيت عليهم السلام ، فالشيعة في نظر ابن تيمية ومحمد عبد الوهاب هم مشركون سواء كانوا عراقيين ام ايرانيين ام سعوديين .
استهدافُ مراجع الدين اغتيال لأمير المؤمنين عليه السلام من جديد فانتبهوا يا شيعة اهل البيت .
https://telegram.me/buratha
![](https://telegram.org/img/t_logo.png)