◾محمّد صادق الهاشميّ ||
بعد اغتيال (هشام الهاشمي):
قلت كراراً: أرفض منهج الإرهاب وسفك الدماء، وموقفي من الدماء هو ما يمليه عليّ الموقف الشرعيّ، تحرّكت الأقلام الآثمة والمأجورة لإشعال الفتنة الداخلية، وجرّ الموقف الداخليّ إلى نزاع , وإنّي أكاد أجزم من خلال وضع معادلةٍ، وهي: « تعرف القاتل حينما تعرف نواياه» , واعرف أنّ تُهمة القتل جاهزةٌ كمخطط يبدأ باغتيال (الهاشميّ)، ثمّ ينطلق الإعلام ليدين الحشد والكتائب وكلّ المجاهدين ويحمّلُ المرجعيةَ المسؤولية في الدماء، ويطالبها بحلّ الحشد تحت شعار انطلق من أفواهٍ أمريكية : « مَنْ أفتى بتشكيل الحشد عليه أنْ يفتي بحلّه» ، وهنا نقول :
1. احتلّ الأمريكي والجوكر مساحةً مهمّةً من الإعلام، ولهم كفّة راجحة ببعض وسائل الإعلام، من هنا يريدون تسخيرها للحطّ والطّعن بالحشد، وهي معركة إعلامية علينا الالتفات لها بقوّة؛ لنغلق كُلّ المنافذ، وننقل المعركة والمواجهة من الدفاع إلى الهجوم؛ فإنّ هؤلاء العملاء لا مكان لهم في أمّة الاسلام، وهم يمثّلون ذيول الصهيونية في العالم الإسلاميّ .
2. تحميل المجاهدين المسؤولية والحشد جاء بحملةٍ اكثر من أنْ تكون إعلامية؛ فإنّ كُلّ المنظّمات العالمية من ( الاتحاد الأوربيّ والأمم المتّحدة ) والسّفارات والبعثات الدبلوماسية كلّها استنكرت، ونحن أيضاً نستنكر القتل، إلّا أنهم ضمّنوا عبائرهم ما يشي إلى أنّ القاتل لديهم معلوم، كُلّ هذا والدمُ لم يجفّ بعدُ، ولم ينتهِ التحقيقُ إلى تلمس خيوط الكشف عن الحدث، مما يدل على مؤامرة مبيتة.
3. أعتقدَ هؤلاء أنّ الانشقاق الذي حصل إثر ضرب مطار كربلاء، كسيناربو يمكن أنْ يعاد للضغط على المرجعية وتحميلها المسؤولية حتّى يتمكّنوا من حصر الحشد في زاويةٍ حرجةٍ لتعميق الهوّة بينهم وبين الشرعية، وهيهات أنْ تنطلي المؤامرات على المرجعية الشيعية .
4. التسقيط المنفلت للمرجعية، والشعارات التي رفعت ضدّ المراجع: كالسيّد السيستانيّ، والسيّد الخامنئي يكشف أنّ الخطّ الصهيونيّ يستهدف الشيعة كمكوّنٍ وحاكمية لينتزع منهم كُلّ مصادر القوّة، وهي معركة يجيدها المنافقون في أدبيات الاشتباك, بأنْ يوجّه تُهماً يجعل الآخر في دائرة الدفاع.
فالهاشميّ كمواطن يطالب به القضاء العراقيّ، وليس الجوكر الأمريكيّ الذي مازالت صورته ترتسم في مخيلة الأجيال من تقطيع أوصال الشاب ( السيّد البطّاط) .
5. إنّ أمريكا لا يحقّ لها - بعد الدماء التي سفكتها من الحشد بضرب مقرّاتهم وقتل رجالهم واغتيال الشهيدين، أحدهما يمتلك صفة رسمية في الدولة العراقية، والآخر ضيفٌ رسميٌ- أنْ تدّعي أنّها راعية العدالة، وحارسة لحقوق الإنسان، وهي والغةٌ في الجريمة حدّاً كبيراً .
6. إنّ الهدف بات واضحاً لنا من هذا الشعار؛ فإنّ الهجوم على المرجعية وعلى إيران وبعد تصريح الكاظميّ: « إنّ القاتل ليس عراقياً » , يمكن القول: إنّ الهدف هو توظيفُ الحدث لخلق منافذ للعدوّ يلج منها إلى أعماق المجتمع العراقيّ لإحداث الفتنة، ورفع غطاء المرجعية عن الحشد، وهو أمر بعيد المنال بُعد المشرقين.
7. إنّ أمريكا تريد أنْ تضعف المعنويات، وتريد أنْ تغرق الحشد في معارك جانبية داخلية، وتريد أنْ توجد بيئةً ضاغطةً ضدّ الكتائب بغية تأليب الأجواء الداخلية ضدّهم أيضاً.
8. من المؤكّد أنّ هذا المخطط على الرغم من خباثته إلّا أنه يكشف تساقط أوراق وقوّة العدوّ على المواجهة؛ لذا اتخذ طريق الخديعة سبيلاً فرفعوا «قميص الهاشميّ» مع أنّهم لا يمكن أنْ يكونوا أولياء دمه، فهو – كما ذكرنا - مواطنٌ عراقيٌّ يتكفّلُ القضاءُ العراقيُّ المطالبة بدمه .
9. إنّ (هشام الهاشميّ) كان يتحدّث في قنوات الخطّ الجهاديّ، ويصرّح ويلتقي الجميع منذ عقود، هو وغيره ممّن لهم رأيهم الخاصّ، وما زالوا يمارسون دورهم بكُلّ احترام وعلاقة ودّية، دون أنْ يمسّ أحدٌ كرامته ، فهل يمكن أنْ يقتل (الهاشميّ) الآن؟ علماً أنه لم يختلف رأيه المتقدّم عن المتأخّر, فلا رأي جديد أو موقف مغاير لما سبق منه يستدعي قتله، خصوصاً وقد نعته كلّ الجهات المهمّة في العملية السياسية والطّيف الشيعيّ, وعليه فالقاتل المستفيد من قتله هو أمريكا أمّ الفتن.
10. إنّ رأي المرجعية واضحٌ في حقن الدماء، وأنّ فتوى المرجعية كانت وما زالت باتجاه حقن الدماء، وقد ضحّى الشيعة والحشد بآلاف الشّهداء لأجل حفظ دماء أهل السنّة والشّبك والمسيح والإيزيديين، وتمّ تحرير الأرض وتسليمها لهم بكلّ روح مؤمنةٍ استنادا إلى توجيهات المرجعية، فمن يطالب المرجعية بحلّ الحشد تجاهَلَ عمداً أنّ الفتوى إنّما جاءت لحقن الدماء ولولاها لسالت الدماء أنهاراً ووديانا.
11. إنّ هذه الفتوى حررتِ الأرض، وصانتِ العرض وحققت النصر، ورفعت راية العراق على أرضه الموحّدة، بينما الأمريكي وقوّات التحالف كانت تتفرّج على الإيزيديات، وأهل السنّة نهباً في الانبار والموصل، فلو كان المغرّدُ شريفا لطالب المرجعية أنْ تعزز موقع الحشد، ووجوب تكريمهم، ولطالب بترحيل القوّات الأمريكية المحتلّة، ولشكر المجاهدين بكُلّ إجلال لعرفان صنيعهم .
12. متى دافع الجوكر عن دمٍ، ومتى حمى عرضاً؟ حدّثونا فإننا نعرف أنّ للحرب رجالاً، وأبناء الملاهي والخمور لا يحملون هذا الشرف الرفيع؛ فهم لم يدافعوا يوماً عن عرض او ارض ، فهل اليوم تحرّكت فيهم عروق الغيرة و الرجولة للدفاع عن دم (الهاشميّ) ؟.
هذه هي الحقيقة يا عملاء أمريكا الذين لم تحملِ الأرضُ أقذر منكم. انتهى.
بتاريخ الجمعة 10 / 7 / 2020 م
https://telegram.me/buratha