جمعة العطواني ||
- خاطب السيد الامام الخميني ( قدس) منتظري قائلا( طهر بيتك من الليبراليين).
هذه المقولة فيها مضامين عميقة ودرس لنا جميعا، ومن هذه المضامين على الصعيد الاعلامي، انك لا يمكن ان يكون خطابك الاعلامي ناجحا والعاملين معك لا يؤمنون بهذا الخطاب، ولا يرتضون ان يتبنونه فضلا عن تسويقه، فالإيمان بالشئ والاعتقاد به جزء اساس في العمل والابداع فيه، فكيف يمكن لخطاب اعلامي مقاوم للاحتلال او للهيمنة ان يتبناه او يسوقه اعلامي مؤمن كل الايمان بالاحتلال وهيمنته، ويتغنى بالدولة المحتلة بوصفها المنقذ مما نحن فيه، وحتى العبودية والتبعية لهذه الدولة يحسبها واقع حال لابد من التعامل معها .
نقول كيف يمكن لهذا (المعد)، او مقدم ( البرنامج) او حتى( المحرر) في هذه القناة او تلك يمكن ان يكون مخلصا في عمله او مبدعا فيه وهو يتعاطى مع سياسات اعلامية يرفضها بالمطلق؟
هذا التناقض او الأزدوجية او ( النفاق) في التعاطي والعمل بقنوات تختلف شكلا ومضمونًا مع ايدلوجية وثقافة العاملين فيها لا يساعد في نجاح العمل الاعلامي عن قصد احيانا وعن غير قصد احيانا اخرى.
من يتابع القنوات التي يعدها البعض ناجحة ولها جمهور واسع، عليه ان يتابع الصفحات الشخصية في وسائل التواصل الاجتماعي للعاملين فيها، سيجد ثمة انسجام كامل بين سياسات تلك القنوات وقناعات واراء العاملين فيها.
فتلاحظ ان القنوات التي تهاجم وتنتقص من الحشدِ الشعبي او المرجعيةِ الدينية او محور المقاومة، تجد هذا الانتقاص والهجوم موجود في الصفحات الشخصية للعاملين في تلك القنوات، لهذا لا يجد الاعلامي في تلك القنوات تناقضا فيما يقوله في صفحته الشخصية وما يقوله في قناته الفضائية.
بينما يشعر بعض الاعلاميين العاملين في القنوات الاسلامية حالة من ( الغربة ) ويشعر( بالوحشة) ( والتناقض) كونه يعيش في بيئة ليست بيئته، وخطاب لا يمت لخطابه وقناعاته بصلة، فلا يستطيع ان ينجح في عمله، فضلا عن انه لا يبدع في ذلك العمل.
فتجد ما يقوله في صفحته الشخصية يتعارض مع ما تمليه عليه سياسة القناة الفضائية،
وأحيانا كثيرة عندما يتحدث يعيش حالة القلق خشية ان يحسبه الاخر على سياسة القناة وخطابها الذي لا يؤمن به، فيحاول جاهدا ان يخاطب الاخر ولا يخاطب جمهور القناة او الجهة التي يعمل فيها، ولسان حاله يقول للاخر( انا لست مع توجهات هذه القناة ولا مع سياستها)، ووجودي فيها وجود ( مالي) فحسب ، فهو ينتهز كل فرصة ليتكلم بما يخالف سياسة القناة احيانا، إرضاءا للاخر ، ودفعا لتهمة الايمان بسياسة القناة او الجهة التابعة لها .
ايضا سيتخذ من مفهوم الخطاب (المحايد) او (الوطني) ذريعة لتنفيس عقدته الشخصية وتوجهاته الأيدلوجية ، وبخاصةٍ وان شعار الوطنية اصبح شعارا فضفاضا يحتمل الشي ونقيضه، فالذي يدفع دمع من اجل الوطن ويضحي بروحه من اجل بلده يقال عنه انه يدافع عن وطن ويريد وطنا حرا ، لا احتلال فيه ولا ارهاب.
والذي يقطع الشوارع ويعطل مصالح الناس ، ويحرق موسسات الدولة ، ويعلق الأبرياء على أعمدة الكهرباء ، يغلف عمله بانه ( يريد وطن) .
فبعض العاملين في القنوات الاسلامية يكتب في صفحاته الشخصية ويدس بعض الكلمات في قناته الفضائية داعما للوطني من النوع الثاني، او متحفظا على النوعين الاول والثاني حتى يقال عنه انه متحررا من التبعية لسياسة القناة، واحيانا اخرى لا يقف مع سياسة القناة وان كانت حقا محضاً، خشية اتهامه بالتبعية.
من هنا اذا أردت ان تعرف سر نجاح هذا الإعلامي وفشل ذاك
ابحث عن هذه الاشكالية، فانها واحدة من اهم اشكاليات الفشل للقناة والعاملين فيها، وابحث عن عن عوامل نجاح تلك القناة ستجد ان هذا العامل هو احد عوامل نجاح القناة والعاملين فيها.
اما الحياد الاعلامي فليس له وجود الا في نظر هذا البعض الذي يريد ان يتهرب من التناقض الذي يعيشه، فيرفض بعض سياسات القناة ويكتب خلاف توجهاتها بحجة الحياد ، بينما لم نجد قناة اعلامية عالمية او عربية او محلية محايدة بهذا المعنى من الحياد.
الأعلام محرقة الاموال، وكيف تحرق الاموال من اجل حياد في معركة بينك وبين عدوك او خصمك ؟
ثم اليس الاعلام وجد لصناعة راي عام؟ وهذا الراي العام يختلف باختلاف التوجهات السياسيةِ والاجتماعية للقوى السياسيةِ والثقافية للقوى الفاعلة في الدولة؟
حتى تكون قنواتنا ناجحة عليها ان ( تطهر نفسها من المذبذبين ، والمتناقضين، والمنافقين ) ، ولا تحولها الى موسسة ( منافع اجتماعية ).
وكما قالها الامام الخميني ( قدس) لمنتظري( طهر بيتك من الليبرالين
https://telegram.me/buratha