مازن البعيجي ||
لا شك كانت زيارة الكاظمي لأيران "صدمة" لمحبي إيران ولمبغضيها والسبب هو حجم الهوة التي سبقت الزيارة وارهاصات الشارع الذي تتحكم به "الإشاعة" وتسوقهُ صفحات مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة صانعة "الرأي" ومدى تأثيرهُ!
الكاظمي شريك اغتيال القادة الشهداء ، الكاظمي العميل الأمريكي ويحمل الجنسية الأمريكية الكاظمي الذئب ومسؤول جهاز المخابرات وهكذا مما هو رائج في الصفحات والحوارات .. الأمر الذي خلق تصور أراد البعض فرضهُ على إيران لدرجة أنهُ توقع أن تقوم الجمهورية الإسلامية الإيرانية باعتقال الكاظمي بهذه التهمة! نوع تهيئة وقراءة تمناها حتى من هم محسوبين على خط الجمهورية الإسلامية!!!
ولكن الحقيقة أن إيران أبعد من كل ذلك بكثير ، وبسبب قصور وفهم الجمهورية من قبل ذا وذاك المحسوبين عليها قهراً تارة وتزويراً أخرى وهي كالمثل القائل كل يدعي الوصل لليلى ..
متناسين النضج والعبقرية والتفرد الدبلوماسي في فن إدارة الدولة على الصعيد السياسي وصعيد التعامل مع ملفات حساسة خطيرة تتطلب من القيادة الإيرانية استخدام ميزان الصفارية الدقيق وحرص من يتعامل مع المحاليل الكيميائية الخطرة!
لتكون الزيارة خارج حسابات أغلب المحللين أعداء واصدقاء ، حيث بلمحة بصر أعلن عن زيارة لظريف يأتي العراق برحلة ملكوكية على مصادر القرار العراقي كانت من السرعة والذكاء ما يجعل الإنسان يقف حائر عن تصرف ودهاء مثل دولة الفقيه سريعة البداهة وعمق التوقع والتحليل .
فهي سبقت زيارة الكاظمي للسعودية الأمر الذي جعل قرائتها صائبة حيث توقعت أنها ستؤثر على مزاج السعودية التي فقط الله يعم ما كانت تنوي او تطلبه من الكاظمي وقتها . لتقوم بمسرحية مرض الملك سلمان! العذر المكشوف والذي عبر عن شيء خفي سيظهر حتماً تفسيره لاحقاً .
الزيارة التي حمل طابع الإهتمام النوعي ومن أكبر مستوى القيادات من أصغر مسؤول إلى مثل الولي الفقيه الرمز الذي لم يقابل أحد منذ إنتشار الوباء لكنه قطع احتجابه والظهور واستقبل الكاظمي ، ليقول ان العراق ذي "السيادة" عندنا يشكل دائماً لنا مفصل مهماً واحترام اختيار العراقيين لأي شخصية هو محل إحترام وتقدير واجلال ليغلق الباب على من يعتبرون أن إيران تتدخل بالشأن العراقي ، وهي بعيدة عن ذلك الأمر الذي لن يحصل من دولة أخرى لو نوى رئيس الوزراء زيارتها مستقبلاً .
ومن هنا شكلت الزيارة ونوع الاستقبلال صدمة لمثل الكرابلة الذين توجسوا من ذلك الاحتفاء التأثير على الكاظمي الذي كان يأمل منه أصحاب المشاريع الطائفية مزيد من اطباق الخناق وقطع التعامل التجاري والعسكري وغيره وهو ما عبر عنه الكربولي أمام الإعلام كوجع لابد من الصراخ منه!!!
زيارة كانت تحمل حبراً لو اريق على ورق لكشف ذلك الحبر ما خطتهُ حروف الغرف السوداء التي تخطط لأيقاع مثل إيران في فخ من أي نوع! وعلى المحبين إعادة قراءة مثل إيران أنها خارج أسوار ومزاج موهوم تؤسس لهُ ذاكرة الفيس الغبية والتي يقف خلفها مؤسسات تصنع الرأي ، الأمر الذي قلب مزاج من هم الخط الأول من قمرة قيادة الكاظمي نفسهُ! بقي هل سيستخدم الكاظمي هذا الترحيب النوعي الذي يدعم شرعيته في أحقية إدارة الدولة العراقية مثلما ترى الجمهورية الإسلامية وترفع له الزيارة منسوب التصدي للأحتلال والفساد ليكون رئيس وزراء بشر الحافي الذي صعقته كلمات معدودات ليكون بشر الذي خلد على لسان كل عارف وطالب علم ننتظر وتنتظرون وان غداً لناظره قريب!
علماً أن إيران ابقى حالاً واطول عمراً من أمريكا التي تحتضر!!!
( البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..
https://telegram.me/buratha