✍️ إياد الإمارة||
▪ في مثل هذا اليوم من عام (١٩٩٠) دخل القوات الصدامية دولة الكويت لتحول حياة الكويتين إلى جحيم استمر شهور ثقيلة عليهم، هكذا وبدون سابق إنذار أو مقدمات يقدمها ارعن البعث يجتاح دولة آمنة لم تكن تتوقع في يوم من الايام أن تتعرض لما تعرضت له على أيدي اشقائها الذين يتغنون بالعروبة والقومية وشعارات البعث الجوفاء الأخرى!
وهل أكتفى صدام وجلاوزته بغزو دولة الكويت فقط؟
هل أكتفوا بسرقة البنوك ودوائر الدولة الكويتية ومؤسساتها وأموال ابنائها العامة والخاصة؟
هل أكتفوا بقتل الأطفال الخدج وملاحقة الكويتين في البيوت والشوارع للتنكيل بهم؟
لم يكتف طاغية البعث بكل هذا وراح يمارس ابشع الجرائم ضد الكويتين كما مارسها مع العراقيين من قبل.
الصورة الصدامية في الكويت بينت لكافة شعوب العالم حجم إجرام هذا البعثي الإرهابي الذي لا يؤمن بقيم ولا بأخلاق وكل ما يحركه هو غرائزه الحيوانية الوحشية!
قالوا له أخرج من الكويت وقدموا له أكثر من وساطة ضرب بها جميعاً عرض الحائط، وسرعان ما دوّت أصوات المنزجرات والطائرات معلنة تحرير الكويت وهزيمة هذا الطاغية شر هزيمة وهو الذي لا يملك من الرجولة ما يجعله خجلاً وهو ينسحب بذلة من الكويت ويجلس في خيمة المذلة ليوقع على بياض مقابل شيء واحد هو أن يبقى على كرسي الحكم!
في هذه الأثناء خرج العراقيون طواعية للثورة ضد العهر والجبن والمذلة الصدامية، وهتفت الجماهير الغاضبة في اغلب المدن والقرى العراقية بزوال الطاغية، هنا أدرك حكام في الخليج وفي السعودية تحديداً إن كلب البعث الإرهابي سيزول والبديل هو حكم الأغلبية الثائرة، فثارت ثائرة الجميع للحفاظ على صدام وجوقة المهزلة من حوله وكان لهم ما أرادوا وتم قمع العراقيين بوحشية ما بعدها وحشية لكي لا يحكم الأغلبية ولكي يبقى صدام ولو رئيساً ورقياً يرعب أبناء البصرة والناصرية والعمارة وينكل بهم، وهو يقبل لنفسه هذا الدور فالرجل بلا كرامة وبلا قيم وبلا أخلاق.
تحررت الكويت وسحق الجيش العراقي ومعه أغلبية الشعب العراقي وملأت المقابر الجماعية والسجون ومعسكرات التشرد في أكثر من مكان حول العالم، وبقي صدام حاكماً ليس له من الحكم إلا سطوته وجبروته على المساكين العزل من العراقيين!
الدور الأمريكي والخليجي وتحديداً السعودية من العراقيين سيء للغاية ليس بعد العام (٢٠٠٣) وإنما من قبل هذا التاريخ بكثير، لقد أمنت الولايات المتحدة والسعودية ودول الخليج بما فيها الكويت الكثير من أساليب البطش بالعراقيين حتى أن شركات ودوائر كلها تم تسخيرها لصالح هذا الطاغية وهو يفتك بنا بلا ذنب أو جريرة!
الكويت نفسها مارست دوراً صدامياً غير مشرف وهي تمد يد العون للطاغية صدام ضد العراقيين، وقد ساهمت مباحثها العامة في مساعدة المخابرات العراقية الصدامية بالتنكيل بمعارضين لصدام فروا إلى الكويت من بطش صدام، فكان جزاء صدام للكويتيين جزاء سنمار الذي أحرق اليابس والأخضر.