✍️ إياد الإمارة ||
▪ لن أتحدث عن إعمار ولا عن خدمات ولا مكافحة فساد ولا السعي لتحقيق ادنى مستوى من العدالة بين العراقيين في كثير من القضايا العراقية التي أصبحت فيئاً لفئة من الناس دون أخرى، سوف أحاول أن أتجاوز الحديث بما يأتي من كلمات عن كل هذا واطوي شجاي وأقول "للعراق رب يحميه" ينقذه من كل الفساد الذي ينخره ويوفر له الخدمات وفرص العمل لشبابه العاطل وهو يحمل شهادات عليا..
حديثي عن مواقع التواصل الإجتماعي وكيف أصبحت هذه المواقع تأسرنا وتقيدنا ونحن لا نقوى على الحراك أمامها وكأنها كل شيء في هذه الحياة، علية قومنا في الدولة وفي أماكن أخرى تحركهم هذه المواقع وكأن لسان حالهم يقول لنرى ما ستخرج لنا هذه المواقع ونتصرف على أساسه.
يستطيع أي منتج متمكن ان يصنع لنا مشهداً مصوراً سيكون قادراً على إذكاء الحماس وتحريك كل الطاقات الكامنة التي لا تحركها كل الأوضاع السيئة من حولنا!
الأمر غريب جداً؟!
ان تنحصر إهتماماتنا وتشحذ همتنا من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، بالغث والسمين الموجود في داخلها، بما قد يكون مفبركاً وغير حقيقي!
مسؤولو الدولة وهم بهذا التهافت الغريب على ما تطرحه مواقع التواصل الإجتماعي وصلوا حد السخرية والإستهجان ونحن نراهم لا يرون من حولهم إلا من خلال مواقع التواصل الإجتماعي!
اليوم أي شخص يملك صفحة مؤثرة ولها إنتشار واسع عبر الفضاء الإفتراضي يمكنه أن يفعل ما يشاء يوقف حركة ما، ويوجه نحو أخرى، يرفع من شأن الآخرين، ويحط من قدر غيرهم، يطلق الأكاذيب ويطمس الحقائق، والناس ونخبهم منقادة لا تملك إلا أن تستجيب وتصدق وتنفذ وعلى العراق السلام.
الأمر ليس طبيعياً
أين مراكز الفكر والمعلومات؟
أين دوائر المعرفة الحقيقية؟
أين المراكز البحثية الأكاديمية المتخصصة؟
أين التثبت؟
أين التمحيص؟
أين الوعي؟
أين العمق؟
هناك خلل بنيوي واضح وكبير ليس له أن يمر علينا مروراً عابراً، إذ علينا التوقف طويلاً أمام هذه الظاهرة غير الطبيعية ومحاولة الحد من سلبياتها لكي لا ننحدر أكثر.