✍️ إياد الإمارة||
▪ بخلاف ما أعلنه الملا طلال في أحدى مؤتمراته الصحفية حول عدم قدرة الحكومة على التعيين خلال هذه الفترة بالذات، لأن الميزانية لا تسمح بذلك، عين السيد رئيس مجلس الوزراء الحقوقي مصطفى الكاظمي أكثر من (٤٠٠) خريج متظاهر كان قد التقاهم مؤخراً!
اذاً يبدو أن الحكومة قادرة على تعيين مَن تريد تعيينه والملا لا يدري عن وضع الحكومة والميزانية شيئاً، "وهاي مو حلوة بحقه"، ولكن ليست هذه المشكلة تصريحات الملا ليست هي المشكلة صادقة أم غير صادقة، مشكلتنا هي بجيوش الخريجين العاطلين عن العمل والذين هم بأمس الحاجة إلى فرصة عمل بعد أن أكملوا دراستهم ويرغبون برسم مستقبلهم بعد جهودهم الحثيثة العظيمة في الدراسة، إن من حق كل شبابنا الخريجين أن يحظوا بفرصة عمل في هذا البلد المتخم بالثروة لا فقط هؤلاء الذين تظاهروا فأستجاب لمطالبهم السيد الكاظمي الموقر.
وكنتُ أتمنى صادقاً أن أسمع وأرى حلولاً حقيقية شاملة لمشكلة الخريجين الذين يبقون بلا عمل، وأن لا تبقى فرص العمل منحصرة فعلاً بأيدي متنفذين يستخدمونها لتحقيق مكاسب إنتخابية أو غير إنتخابية، أو تكون لصالح المتظاهرين فقط وليس لغير المتظاهر في بغداد من خريجي المحافظات فرصة للعمل!
لسنا بحاجة إلى حلول إرتجالية الغرض منها الظهور الإعلامي فقط بقدر حاجتنا إلى حلول إستراتيجية واقعية تمكن شبابنا من العمل وتحقيق طموحاتهم وتطلعاتهم بعيداً عن تحقيق آخرين لمآرب خاصة محدودة جداً.
الملاحظة الأخيرة التي أُسجلها على مبادرة السيد رئيس مجلس الوزراء بتعيين خريحين متظاهرين هي إننا نتعامل في العراق مع هذه الحكومة من خلال التظاهر والمتظاهرين فقط، هؤلاء هم وحدهم الذين يعنون الحكومة وتتعامل معهم وتوفر لهم ما يحتاجونه من مطالب قد تكون صعبة، ومَن لا يتظاهر فإن هذه الحكومة لا تعيره إهتمامها ولا تلتفت إلى مطالبه مهما كانت محقة ومشروعة، وهنا تكمن الأحجية..