✍️ إياد الإمارة||
▪ برغم من كل مشاعر الود والسعي بخطوات عملية جادة وصادقة من أجل لم الشمل وتحقيق الوحدة بين مختلف المذاهب الإسلامية، تأكيداً على وجود عدو واحد مشترك يتربص بالإسلام كل الإسلام بمختلف مذاهبه الشر، برغم من ذلك كله ومع وجود مشاعر وسعي متبادل من أغلب المذاهب الإسلامية لوحدة الصف والقبول بالشقيق الآخر إلا ان هناك مَن يحاول دق أسفين الفرقة والعداوة مع اتباع مدرسة أهل بيت العصمة والطهارة "ع" بل يتعدى الأمر في بعض الأحيان موضوع فرقة وعداوة ويصل إلى حد التكفير وإباحة القتل بالجملة!
فمَن هو الذي يقف خلف هذا الإستهداف؟
ولماذا؟
أسئلة يجب الوقوف عندها والإجابة عليها بصراحة ووضوح..
فمَن يقف خلف هذا الإستهداف؟
القضية واضحة إذ ان "الديانة" الوهابية التكفيرية التي أسسها الغرب وجعل ابن عبد الوهاب قيماً عليها وجعل السعودية دولة تحميها وترعى مصالحها وتنفذ مخططاتها هي التي تستهدف أتباع مدرسة أهل بيت العصمة والطهارة "ع" الشيعة، لأن الغاية من تأسيس هذا "الدين" المنحرف هي:
١.تشويه صورة الإسلام المحمدي الأصيل.
٢.ودق اسفين الفرقة والعداوة والقتل بين المسلمين ليسهل بعد ذلك إستعمارهم وإستعبادهم ونهب ثرواتهم كما هو حاصل الآن.
لقد أدرك الغرب المستعمر إن وحدة المسلمين وتماسكهم ستكون سداً أمام برامجهم ومخططاتهم الإستعمارية، ولن يكون هناك وطن مصطنع للصهيانة على ارض فلسطين فعمدوا إلى هذه الفكرة الشيطانية ووجدوا في ابن عبد الوهاب وابن سعود ضالتهم وتحقق لهم ما أرادوا.
وكانت أعمال هذه "الديانة" المنحرفة التي تدعي الإنتماء للإسلام زوراً وبهتاناً واضحة من أول يوم قويت شوكتها فهي تؤمن البغزو "القتل" وتؤسس للإنحراف وطمس معالم الإسلام الأصيلة بكل ما أُوتيت من قوة ودعم خارجي.
إذاً المُستهدِف هو الوهابية التكفيرية السعودية نيابة عن كل قوى الكفر والإستعمار والإستعباد الموجودة في العالم وقد أنضم إلى هؤلاء:
١.زمر من المرتزقة الذين يبحثون عن المال والجاه والشهرة يعتلفون من مذود الكفر الوهابي الإرهابي.
٢.وعدد من المغفلين الذين لا يفرقون بين الحق والباطل ولا يفقهون من امور دينهم ودنياهم شيئاً.
٣.وفي وقتنا هذا تسارع الموتورون من العملية السياسية في العراق من ناقمين، وخاسرين في الإنتخابات، ومن لا يجيدون التنافس مع الشركاء السياسيين، إلى الإلتحاق بركب التكفير الإرهابي السعودي على قاعدة عدو عدوي صديقي!
وكأن التنفاس السياسي بين الشركاء وصل حد العداوة التي تمنح الحق لبعض المغفلين الإرتماء بأحضان الجريمة والكفر والإرهاب؟!
أما الشق الثاني من السؤال فهو لماذا؟
لماذا تشن الديانة الوهابية التكفيرية ومعها الغرب المستعمر ومَن دار في فلكهم الهجوم الشرس على أتباع مدرسة أهل بيت العصمة والطهارة "ع"؟
أولا السبب الرئيسي الأول في ذلك هو تغيير وجهة العدوان وتحويل أفواه الأقلام والبنادق إلى عدو مصطنع ليس هو العدو الحقيقي "الوهابي التكفيري المستعمر" وهذا ما نلاحظه اليوم بشكل واضح وجلي، فالكيان الصهيوني الإستيطاني الغاصب لأرض فلسطين ليس هو العدو الذي يحتل ارضاً عربية وإسلامية، "الشيعة" في لبنان والعراق وإيران والبحرين واليمن هم العدو الذي يجب أن يحارب؟!
وسيد حسن نصر الله الذي تصدى للكيان الصهيوني وأنتصر عليه هو الذي يُسب؟!
وهذا غاية ما تريده الصهيونية ومَن معها من إستعماريين وأذنابها الوهابية التكفيريين.
ثانياً السبب الثاني هو عقيدة المقاومة التي لا يؤمن بها "الشيعة" فقط بل كل المسلمين من غير الوهابية السعودية الإرهابية، لكن الدوائر الصهيونية الإستعمارية أرادت أن تجعل المقاومة عقيدة شيعية فقط، لكي تحقق الكثير من المآرب التي في مقدمتها تحويل تسمية المقاومة إلى إرهاب، وحصر المقاومة في الطرف الشيعي عل وعسا أن تنفر بقية المذاهب الإسلامية من المقاومة بعد إحداث الفرقة "وهذا ما لم يحدث فعلاً".
ثالثاً أما السبب الثالث فهو، لقد أصبح لأتباع مدرسة أهل بيت العصمة والطهارة "ع" دولة مؤسسة بشكل صحيح تحولت إلى قوة عظمى في المنطقة تحصد النجاح وتحرز التقدم في كل الميادين، هذه الدولة كشفت أكذوبة الوهابية الإرهابية السعودية وأعلنت بوضوح وصراحة عن موقف الإسلام الموحد من القضية الفلسطينية، وأصبحت ملاذاً لكل المستضعفين في العالم من مسلمين وغير مسلمين تحت عنوان إنسانية الإسلام الكبرى، إيران الإسلامية القوة العظمى في المنطقة التي لا يمكن تجاوزها كشفت كل الزيف الذي تدعيه قوى الإرهاب والتكفير والإستعمار وبينت الخفي من الحقائق التي كان الآخرون يحاولون حجبها عن الشعوب، وهذا هو السبب الثالث.
ومع هذا كله فإن الهجمة الشرسة على أتباع مدرسة أهل بيت العصمة والطهارة "ع" لم تفلح ولم تأت أكلها برغم:
١.الإمكانات والطاقات العدوانية.
٢.وبرغم كل الشحن السلبي الذي تحقنه في نفوس البعض.
٣.وبرغم كل المحاولات الوهابية التكفيرية الإرهابية السعودية.
لأن الوحدة الإسلامية ناضجة في نفوس الواعين من أبناء هذه الأمة الكريمة، ولأن المقاومة أصبحت حقيقة متجذرة في نفوس أحرار هذه الأمة عبرت المذاهب والطوائف والقوميات والمناطق، ولأن حقيقة الطرف الإستعماري التكفيري الوهابي أصبحت واضحة للكثيرين وغير مخفية، السعودية ذنب صهيوني رخيص هي ومَن يدور في فلكها الإرهابي.
ولذا فإن هذه الهجمة الشرسة غير المنصفة على أتباع مدرسة أهل بيت العصمة والطهارة "ع" مهما أشتدت فهي ضعيفة ولن تعود على مَن يقف خلفها بفائدة، هذه المدرسة مدرسة محمدية أصيلة تعرضت إلى ما تعرضت إليه من محن وشدائد فما زادها إلا قوة وصلابة وعزيمة حتى حققت وستحقق من الإنتصارات ما ذهل وسيذهل الأعداء ويلقمهم حجراً، والعاقبة للمتقين.