جهاد النقاش||
في المظاهرات الأخيرة تعرضت بعض مدارس العلوم الدينية للتهديد، وحصل تجاوز كبير على المعممين والعمامة، مع أن الجميع يعلم أن هؤلاء هم طلبة علوم دينية ولا علاقة لهم بالحكومة أو البرلمان.
وإذا كانت هناك نقمة على بعض التيارات الدينية، أو بعض المعممين الذين مارسوا السلطة التشريعية في البرلمان، وإذا كان بعض شخوص الأحزاب الإسلامية قام بالسرقة، أو فشل في الأداء الحكومي وتقديم الخدمات، فإن هذا لا يبرر الهجمة ضد هؤلاء الطلبة، لأنهم أبرياء تماما من كل هذا، ولا يؤخذ البريء بذنب غيره.
ثقافة التنمر على المعمم تم العمل عليها من عدة جهات، فالسعودية تكره هذه الطبقة كرها كبيرا، وقد سخرت الكثير من برامجها للنيل من المذهب فضلا عن رموزه الكبيرة، فمن الطبيعي أن تحارب هذه الطبقة.
كما أن البرامج الساخرة رسخت الاستهزاء بالمعممين، كبرنامج البشير، هذا فضلا عن الطبقة البعثية التي تحارب هذه الفئة، كما أن الملاحدة والمتعصبين من الطوائف الأخرى أسهموا ببث هذه الثقافة لأنهم يرونهم ضدّا نوعيا لهم.
إن الخطأ من طبيب كبير، حتى لو كان رئيسا لمستشفى لا يعني أن الأطباء على خطأ، ويجب نبذ الطب، وكذلك من المهندس حتى لو كان رئيسا للمهندسين، ومشرفا على مشروع كبير، لا يعني نبذ الهندسة، وإهانة بقية المهندسين.
لغة التعميم لغة ظالمة، وقد صارت جزءا من ثقافة هذا الجيل للأسف، فظلمت العمامة ظلما كبيرا.
https://telegram.me/buratha