المقالات

ماذا بعد كل هذه الفوضى؟ أين حكومتنا الموقرة؟  

1018 2020-08-13

 

✍️ إياد الإمارة||

 

▪ المشهد هو لمجموعة قليلة جداً من المتظاهرين يقفون لقطع الطريق أمام ضابط شرطة عراقي أثناء ذهابه لأداء واجبه ويعتدون عليه بالسب والشتم حتى وصل الأمر لسحب السلاح، حتى كأني سمعت أحدهم يتجاوز بألفاظ نابية ووصل الأمر إلى حد "الكفران" يعني حتى الله سبحانه وتعالى ما سلم كما لم يسلم من قبله أهل البيت عليهم السلام من التعدي..

المشهد المقزز هذا ينقل لنا صورة مرعبة عن مستقبل الدولة العراقية التي تفقد هيبتها بشكل واضح، كما يعكس لنا طبيعة السجالات الدائرة حالياً في هذا البلد المثقل بالمشاكل والهموم..

الصورة مشوهة جداً، بعض التظاهر طاله الشغب على الرغم من مطلبية أكثره الشرعية، لكن شغباً عم الأجواء أحرق دوائر الدولة ومؤسساتها وأملاك خاصة تعود لأشخاص لا ناقة لهم ولا جمل في هذه الأحداث، فما هي مسؤولية رجل الأمن في مثل هذه الحالات؟

هل يقف متفرجاً وهو يرى تجاوزات واضحة على الأمن ومن مسؤوليته التدخل؟

أم يتدخل كما يفرضه عليه الواجب؟

وفي هذه الحالة تنهال عليه "الفتاوى" والتهم ولا يستطيع حماية نفسه كما حدث أكثر من مرة منذ بداية الأحداث ولغاية تصوير مشهد إيقاف ضابط الشرطة قسرياً!

دولتنا تفقد هيبتها وستقف يوماً -إذا بقيت على هذا الحال- مكتوفة الأيدي عاجزة عن فرض القانون أو تطبيق العدالة، لا تستطيع محاسبة مخالفاً ولا حتى مجرماً قاتلاً، وأعتقد إن هذا مخطط له ويعمل به منذ فترة ليست قصيرة والدولة مقصرة حتى تكاد تصل حد العجز وجهات اخرى تدخلت فزادت الطين بلة "عود رادوا يكحلوها عموها"..

حكومتنا الموقرة منشغلة كثيراً بأعباء ثقيلة جداً، الجائحة ورواتب الموظفين وهموم الخدمات "الكهرباء" والتجاوزات الدولية التي تنتهك سيادة الوطن، والتظاهرات التي لم تتوقف ولا يبدو إنها ستتوقف عند أمد معين، "الله يعين الحكومة" التي تحاول أن تتجاوز هذه الأعباء الثقيلة بإهتمامات أخرى على مواقع التواصل الاجتماعي وإستقبالات "باهتة" وتصريحات غير مجدية، وإنسياق أعمى خلف رغبات تكاد تكون شخصية للبعض بغية إرضاء "أشخاص" على حساب الوطن!

الحكومة إلى الآن لم تقترب من مشاكل وهموم الناس ولم ترسم خارطة طريق واضحة لتجاوز المحن الحقيقية المستعجلة في هذا البلد، لم نر أو نسمع عن إجتماع وطني حول مشكلة جائحة كورونا المتفاقمة منذ أيام، ولا عن مشكلة الكهرباء، ولا عن مشاكل البطالة، ولا ولا..

وكل ما سمعنا به وشاهدناه أن السيد رئيس مجلس الوزراء "الحقوقي" مصطفى الكاظمي المحترم قام بإستقبالات غير مجدية ووفر فرصة عمل لمجموعة قليلة من المتظاهرين لا يشكلون رقماً في جيوش الخريجين وغير الخريجين العاطلين عن العمل وقام من كرسيه ليُجلس عليه آخرين في خطوات فاهية "بلا ملح"..

الدولة والحكومة ليس صور منشورة على موقع الفيس بوك او مقالة منشورة في وسيلة ما، وليست مجرد حركات إستعراضية مرتبكة لا تجدي نفعاً، كما إنها ليست زيارات ولقاءات وكاميرا من فوگ وأخرى من جوة تبين "رعونة" المصور وتهوره وإنشغاله بما لا يظهر الواقع بوضوح.

الدولة والحكومة هي تحقيق منجزات حقيقية تمكث في الأرض لتنفع الناس، الدولة والحكومة مسؤولة عن فرض إحترامها وهيبتها بين الناس..

ــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك