المقالات

العلاقات العلنية بين الإمارات والكيان الصهيوني وتأثيرها على المنطقة

1405 2020-08-14

  ✍️ إياد الإمارة||   ▪ العلاقة بين الكيان الصهيوني الإستيطاني الغاصب لأرض فلسطين ودولة الإمارات العربية المتحدة قديمة جداً تعود إلى ما قبل إنشاء دبي كمركز تجاري وسياحي دولي، وتشير بعض التقارير الصحفية وغير الصحفية إلى أن الصهاينة بالذات هم أصحاب فكرة دبي العالمية وما تلاها من تطورات شهدتها بقية الإمارات العربية المتحدة، ليس هذا فحسب وإنما هناك الكثير من الدول العربية والخليجية بالذات تملك علاقات وطيدة مع الكيان الصهيوني، لكنها وكما يعبر عنها "علاقات أنظمة" لم ترق إلى كما سيحدث في الإمارات إلى المستويات الثقافية والتجارية والأمنية والعسكرية، فقد كانت هذه العلاقات إستشارية وتجارية محدودة، لكن يبدو أن الكيان الصهيوني ومن خلفه أمريكا بحاجة ماسة إلى علاقات واسعة ووطيدة مع أنظمة وشعوب المنطقة وبالذات الخليجية لأسباب ليست مخفية لست بصددها الآن بقدر ما أنا بصدد نقطتين رئيسيتين، الأولى هي هل تراجع الدور الصهيوسعودي لصالح دور صهيوإماراتي؟  ولماذا؟  وهل في ذلك تهديد لمستقبل الأمير الإرهابي الشاب محمد بن سلمان؟  منذ مدة ليست طويلة والداخل الأمريكي بالضد من بعض الممارسات السعودية لتأتي حادثة الخاشقچي وتشعل هذا الداخل أكثر ليبقي مشتعلاً إلى قضية الجبري وفضائح ابن سلمان الجديدة، الوضع في مملكة الإرهاب والبترول والرمال المتحركة متحرك جداً وهناك مناطق نفوذ في هذا النظام تتصل بأمريكا وتبلغها رفضها لممارسات ابن سلمان القمعية التعسفية كما تبلغها برغبة هذا الأمير الطائش لأن يتحول إلى ديكتاتور متوحش على كامل منطقة الجزيرة العربية العبرية.  ومن هنا ندرك أن الشحن الأمريكي ضد ابن سلمان والسعودية لم يكن عفوياً، ومن هذه النقطة بالذات ننتقل إلى جواب لماذا؟ أنا في تقديري أن السعودية لم تلعب الدور المطلوب منها بشكل مناسب ولم تنجح في المهمة الموكلة لها وقد تكون مهددة بتقسيمها إلى ممالك أو إمارات تضعف من دور آل سعود الإرهابي وتوزعه على أكثر من بؤرة.  من هنا ندرك أن مستقبل ابن سلمان على المحك وهو يتراجع أمام صعود نجم عراب المشروع الصهيوني الجديد محمد بن زايد الذي وُصف بالشجاع!  النقطة الثانية خاصة بمستقبل المنطقة وكيف سيكون في ظل هذه العلاقة العلنية وتطوراتها القادمة؟  الكيان الصهيوني بحاجة إلى إنفتاح لا لأغراض إقتصادية أو ثقافية أو أي شيء آخر سوى أمنه القلق الذي تهدده صواريخ كاتيوشا مطورة، وهو يحتال كثيراً من أجل هذا الأمن فمرة يخلق داعش بالتعاون مع الأمريكان ويشعل حرباً شعواء في سورية والعراق ومن قبل يعمل جاهداً لتوتير دائم للأوضاع في لبنان، كل ذلك من أجل طوق أمني نظيف يقيه ضربات المقاومة الموجعة والمقلقة له، وهو يحاول الآن إيجاد ثغرات جديدة "تذكي رغبته الشديدة بالصراع الدائم" في شق آخر في المنطقة لا بمعنى أن صراعاً سيندلع في الإمارات وما حولها، وإنما ستعمل الإمارات جاهدة "وهي تشعر أنها مدعومة صهيونياً وأمريكياً" على أن تذكي الصراعات القديمة وتعمل على إشعال صراعات جديدة تلهب المنطقة في بؤر أخرى تطوق المقاومة من جهات أخرى.  المشروع الصهيوإماراتي سيندحر كما إندحر من قبله المشروع الصهيوسعودي وستدفع شعوب الإمارات والسعودية وكل الدول التي تقبل بالمشروع الصهيوني الثمن غالياً ولن تجني شيئاً سوى مزيداً من الذل والضياع، هذه الدول بهذه الأنظمة البالية المتهرئة وبشعوب غارقة في الوهم لاتستطيع أن تكون ضمن مشاريع طويلة الأمد، وسوف تنهار هذه المشاريع ومعها هذه الأنظمة ولن يفلح أبن زايد كما لم يفلح من قبله أبن سلمان، وتبقى العاقبة للمتقين المقاومين.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك