المقالات

الاتفاق الاماراتي الاسرائيلي هل هو تطبيع ام اقامة محور جديد ؟

1489 2020-08-14

د.علي الطويل||   عندما نتحدث  عن الاتفاق  الاماراتي الاسرائيلي بارعاية امريكية  فانه من المفيد ان نرجع قليلا الى الوراء لكي نستكشف اوليات هذا الاتفاق ، فبعد اتفاقية كامب ديفد بين مصر واسرائيل قامت الدول العربية وكردة فعل على هذا الاتفاق بقطع العلاقات الدبلوماسية وسحب السفراء من القاهرة ، وتحويل مكان الجامعة العربية من مصر الى تونس ، بعد قمة عربية عاجلة  عقدت لاجل هذا الموضوع ،  وقد قوبلت  القرارات الصادره  عن القمة العربية باستهزاء مصري واضح ومعلن ، وكان ذلك لوثوق مصر بان هذه القرارات ماهي الا هراء ،  وبيع كلام يناغم الحكام العرب به الجماهير الغاضبة التي اغاضها التصرف المصري في حينها ، وبالفعل فما ان مر قليل من الوقت حتى سارعت البلدان العربية في الهرولة للقاهرة لاجل اعادة العلاقات معها مجددا ، وكان على راس هذه البلدان العربية دول الخليج ، التي لم تتردد لحظه واحدة في التعبير عن عزمها لاعادة العلاقات مع الكيان الغاصب بعد ذلك ايضا  ، وخاصة في السنوات الاخيرة ، وياتي الاتفاق الاماراتي الاسرائيلي بعد سلسله طويله من الاجراءات والزيارات والحملات الاعلامية التي استمرت طوال السنوات الماضية ، فبالواقع لم تكن هناك قطيعة بمعنى القطيعة بين الكثير من دول الخليج واسرائيل ،فالوفود تترى والمهرجانات الثقافية قائمة ، والزيارات شبه الرسمية متوالية خاصة بين الامارات واسرائيل ومنذ اكثر من ثلاث سنوات . اذن ماهي طبيعة هذا الاتفاق ، وماهي دوافعه؟  1. لعل ابرز اهداف هذا الاتفاق هو محاصرة الجمهورية الاسلامية عبر تواجد اسرائيل العدو الاساسي لها على بعد كيلومترات عن حدودها ومياهها الاقليمية ، وخاصة بعد الاقتدار الكبير الذي اظهرته ايران ، وماتشكله من تهديد كبير للكيان الاسرائيلي . 2.محاولة انهاء القضية الفلسطينية عبر سلسلة من الاتفاقات مع دول عربية اخرى في طريقها للهرولة خلف الامارات للتطبيع مع الكيان اللقيط . 3.اعطاء اسرائيل الشرعية القانونية وتسويقه جماهيربا عربيا بان وجوده  حالة قانونية يجب التعامل معها بالامر الواقع ، والسعي بعد ذلك لسلب المقاومة حقها في الدفاع عن الشعب الفلسطين والقتال لاعادة الارض المغصوبة لاهلها . 4.لم يك هذا الاتفاق الاستراتيجي  وليد اللحظه وانما سبقة تفتيت دول الممانعة واضعافها ، كسوريا والعراق ولبنان وليبيا واليمن ، وكان للامارات الدور الكبير في تدمير هذه الدول اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا بحيث لاتقوم لها قائمة ولاتتمكن من مواجهة اسرائيل لسنوات عديدة . ومن هنا نستنتج ان ماقامت به الامارات مؤخرا بتطبيع علاقاتها مع الكيان الاسرائلي ماهو  الا اقامة محور لحماية اسرائيل وابعاد الخطر عنها ، ومحاصرة الدول التي لازالت رافضة للقبول بهذا الكيان في وسط الامة الاسلامية ، ولكن محور المقاومة وشعوب المنطقة سوف لن تساوم على مبادئها ، بل سيزداد الرفض والممانعة بشكل اكبر ، بعد ان اصبحت اذرع المقاومة على حدود هذا الكيان وفي داخله ، وتمكنت من فرض وجودها وقوتها على الواقع رغم المؤمرات والدسائس الاماراتية والسعودية ، كما ان محور المقاومة اصبح الامل الشرعي للمسلمين والعرب والفلسطينين خاصة ، في القضاء على دويلة اسرائيل وستخيب كل المساعي المطبعة والمهادنة وما النصر الا صبر ساعة . 14/8/2020
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
حيدر : انا لله وانا اليه راجعون يعني منين نبدي هو انتو سامعين بشي اسمه نقابة معلمين او فد ...
الموضوع :
السوداني يستقبل وفد نقابة المعلمين ويشيد بدور الملاكات التربوية وجهودها في العملية التعليمية
Hussain Hamza : سبحان الله انقل السحر على الساحر!! لماذا تدعمون إسرائيل ضد العرب؟ وضد غزة؟ هل لكم الحق في ...
الموضوع :
ردا الى تصريحات ترامب :: الناتو : الدول الأعضاء متمسكة بمبدأ الدفاع عن بعضها البعض
علي عباس مراد : اني احد منتسبي الشرطة الاتحادية المفسوخ عقدة من جراء الاصابة بعبوة ناسفة والمرض ولم استلم اي تعويض ...
الموضوع :
دائرة شؤون المواطنين في الأمانة العامة لمجلس الوزراء تستقبل شكاوى المواطنين عبر موقعها الإلكتروني
فيسبوك