المقالات

ما هو دور "الوقاية الذاتية" في مواجهة كورونا بعد إرتفاع أعداد المصابين؟

1422 2020-08-15

    ✍️ إياد الإمارة||   ▪ لنفرض إن هناك تقصير حكومي في موضوع مواجهة جائحة كورونا والحد من مخاطرها وتوفير العلاجات اللازمة للتعافي منها بعد الإصابة بها، الحكومة مقصرة في أشياء كثيرة ومنشغلة إلى حد ما بمواقع التواصل الاجتماعي وما تطرحه من إثارات حقيقية وغير حقيقية أكثر من الحد الطبيعي، وبالتالي هل نبقى مكتوفي الأيدي ولا نحرك ساكناً؟ هل نبقى ندور في دوامة التلاوم العراقية المزمنة ولا نقدم حلاً؟ أعتقد إن اي عاقل لا يقبل بذلك، لأن كورونا ليست الفيروس الذي استخف به البعض أو أنكر وجوده بعض آخر، هو حقيقة تودي بأرواح عشرات العراقيين يومياً بحسب إحصائيات معلنة، إذاً كيف نتصرف؟ الكل من داخل العراق ومن خارجه يتحدث عن ما يمكن تسميته "بالوقاية الذاتية" بأن يقي المواطن نفسه والمحيطين به من خطر الإصابة بالفيروس كورونا، وهذه الوقاية لا دخل للحكومة فيها إلى حد ما خصوصاً بعد توفر المستلزمات الضرورية لهذه الوقاية، كمامات وكفوف وتباعد إجتماعي يمنع إنتقال العدوى من شخص مصاب إلى آخر سليم ومطهرات ومعقمات مناسبة، هذا كل ما في الأمر لا صعوبة فيه إطلاقاً ولا كلفة عالية ولا يتطلب جهداً أو تعليماً لشهور وسنوات، غاية ما في الأمر أن نلتزم جميعاً بإرتداء الكمامة والكفوف ونتباعد قليلاً مع التعقيم الدائم لنا ولكل ما نلمسه ويشكل تهديداً لحياتنا. الناس من حولنا جميعاً في أكثر الدولة تقدماً لا تكتفي فقط بما تقدمه الحكومات بل تقوم هي بنفسها بما يعزز سلامتها ويقيها من الخطر ملتزمة بالشروط والتعليمات. وانت تمر بالشوارع والأسواق العراقية وتحديداً البصرية منها تشعر وكأنها غير معنية بالجائحة ولا تتعرض لها والناس بأمان منها بالمرة، أبواب المحال التجارية والمطاعم ومطاعم الأرصفة والهواء الطلق مفتحة على مصاريعها، وإزدحامات الشوارع قائمة، والتجمعات من كل نوع تعج بالمجتمعين من كل مكان، وإذا نشرت أخبار الجائحة وإحصائياتها بأرقامها المرتفعة لا نصب جام غضبنا إلا على الحكومة وتقصيرها المزمن! أنا أكرر للمرة المليون بأن الحكومة مقصرة، لكن هل وحدها الحكومة من يتحمل إزدياد عدد الإصابات بالفيروس؟ وإذا كانت الحكومة مقصرة فهل نستسلم لمصير محتوم؟ أليس من العقل والمنطق أن نبادر إلى القيام بالوقاية ذاتياً لكي نقي أنفسنا من خطر الإصابة بفيروس كورونا؟ إعزائي لن تستطيع أقوى الحكومات وأكثرها إمكانية من تحقيق شيء ما لم تكن هناك إستجابة واضحة وكبيرة من المواطنين أنفسهم، فكيف إذا كانت الحكومة مقصرة وعاجزة في نفس الوقت؟ لنكف عن التلاوم العراقي المزمن أرجوكم ولنبادر لوقاية ذاتية نقوم بها بأنفسنا من الفيروس لكي لا تتفاقم الحالة أكثر ويكون من المتعذر السيطرة عليها بأي شكل من الأشكال.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك