جهاد النقاش||
بات جليا أن التظاهرات ليست حراكا مطلبيا شعبيا خالصا تماما، فهناك:
أولا: فساد وسرقة وحاجات حياتية تم إهمالها لسنين طوال، دفعت الناس أن تعبّر عن مطلبها المعيشي الصادق برفض هذا الواقع البائس وطلب التغيير وتوفير الخدمات.
وهذا هو الحراك الذي تدعمه المرجعية والشعب وكل الشرفاء.
ثانيا: تظاهرات أخرى تخفّت خلف هذه، وحملت راياتها، ونزلت لساحاتها، حتى استقوت بالأولى ثم رفعت شعاراتها الخاصة، وقامت بتصرفاتها الخاصة، هذه الأخرى ليست سليمة من المال السياسي، والدعم الحزبي، وهي على فئات ومشارب وتوجهات مختلفة.
فمنها حركات دينية منحرفة، ومنها تجمعات إلحادية، وفيها مكونات سياسية علمانية وشيوعية، وفيها تيارات حزبية، ومنها من لم ينفك عن العمل السياسي طيلة الأعوام المنصرمة.
لكن أخطرها الفئة المنسجمة مع الإرادة الأمريكية، التي ما تركت منقصة إلا وألبستها الدين والمرجعية والحشد وحادثة أبو عزرائيل مشهورة معروفة فقد كاد أن يموت جراء الضرب لأن أحدهم صرخ أنه إيراني.
وهذا الحراك هو من يتصدر المشهد، ويسيطر على الإعلام، وتتحكم صفحاته وناشطوه بحركة التظاهر، والتصعيد، وإغلاق المدارس، والطرقات، وحرق مقرات الحشد، ورفع شعار المثلية، والشماتة بمقتل القادة، والتعدي على الشرطة، وتحديد دعم الحكومة أو شيطنتها.
والمسؤولية تقع على كل من يشخص هذا، سواء أكان إسلاميا أم لا، وسواء أكان سياسيا أم لا، والمسؤولية على السياسيين أكبر وأشد، والخطاب للشريف منهم، فعليهم أن يصروا على تنفيذ الإصلاحات المعيشية كفرصة لتنفيذ ما جاءوا من أجله وفتح ملفات الفساد، وأن يواجهوا الحراك الثاني بحكمة بالغة وكبيرة للوقاية من مخاطره المدمرة لمنع أي حرب أهلية أو فوضى أو فراغ.
https://telegram.me/buratha