مازن البعيجي ||
من وجهة نظر اخرى أعمق من المادة وما تتكلم عنهُ الوقائع والماديات والأسباب الطبيعية والفرضيات ، هذه "الدولة" التي شقت عباب بحر المصاعب والمستحيلات وتحاربها مثل "أمريكا وأسرائيل والغرب" الذي تحركهُ "الدولة العميقة" والمسيطرة على كل رؤساء دول العالم وتتحكم بمؤسسات كبيرة وخطيرة كلها وجهتها ضد ايران وضد الاسلام حتى اصبح "المسلمون" في باقي الدول العربية والاسلامية بنص آية "منهم من قضى نحبهُ!" دون شطر الأية الاخر! بل بدلوا تبديلا وأي تبديل وهم اليوم يطبعون جهاراً نهاراً عدى "دولة واحدة" أضحت بعد طول جهاد وتضحيات جسام محوراً هو الممثل للأسلام القرآني الوحيد وهو من يرفض ذلك التطبيع بكل قوة وشجاعة .
دولة لو أمعنت النظر ترى "المعجزة والكرامة" تحف تأسيسها ووجودها وأستمرارها أكثر أعجاب! إذ كيف استمرت وكل من على الأرض عدو لها ويكيد لها من دول الأستكبار والصهيووهابية القذرة بل وحتى من "خونة التشيع" عشاق المال والنساء والوجاهة والشذوذ!
ومع ذلك بقيت صامدة تمتد ، تتطور ، تبني ، تصارع ، تكافح دون أن تخفت جذوتها بل هي اليوم بيدها القرار وتشارك "النظام العالمي" بأمور كثيرة وقد حاصرت أمريكا بشكل يشبه العجز ، كل ذلك ولو اسنتطقت الروايات تجد التناغم والتناسق في "حركة الروايات" عن اهل بيت العصمة عليهم السلام وهي تشير كلها الى "دولة واحدة تنطبق فقط عليها الروايات" وتحدد جغرافيتها واسمها وتشير لها بالاتجاهات وهكذا ، والروايات ليست "حركة عبثية" او ترف فكري نسجهُ المعصوم والعياذ بالله انما هي دلالات ما سوف يسير له العالم بعد عجز المادة عن ادارة الكون وهذا ما اشار إليه الفيسلوف محمد باقر الصدر في كتابه بحث حول الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه 《 وان الظلم مهما تجبَّر وامتَّد في أرجاء العالم وسيطر على مقدراته، فهو حاله طبيعيه ، ولا بد أن يهزم . وتلك الهزيمه الكبرى المحتومه للظلم وهو في قمه مجده ، تضع الأمل كبيراً امام كل فرد مظلوم ، وكل أمة مظلومه في القدره على تغيير الميزان وإعادة البناء 》.
ويكفي في فكرة بقاء وتمدد قوة "دولة الفقيه" ما ورد عن المعصومين عليهم السلام 《 عن الإمام أبي جعفر الباقر عليه السلام: [كأنِّي بقوم قد خرجوا بالمشرق يطلبون الحقَّ فلا يعطونه، ثُمَّ يطلبونه فلا يعطونه. فإذا رأوا ذلك وضعوا سيوفهم على عواتقهم فيعطون ما سألوا فلا يقبلونه حتَّى يقوموا ولا يدفعونها إلا إلى صاحبكم، قتلاهم شهداء 》..
( وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ ) القصص ه .
البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..