مازن البعيجي ||
شهد التاريخ على قوم وبشرية وأشخاص كثيرون كانوا من النباهة بمكان في الرخاء خاصة ومع أعتدال الظروف ، لكن في الشدائد وعند الوطيس وشراسة المعركة وأحتدامها قد يندر من يعرف ما هي الوجهة والبوصلة وأي هو التكليف وماذا عليه أن يفعل خاصة والقضية بين الموت مقطع أرباً وبين حياة قد تكون مرفهه وفيها نوع سلطان ومنصب!
ومثل خيار أبي الفضل عليه السلام يوم بقي مع الحسين حتى شهادته وتقطيع جسدهُ الشريف وفقع عينه وذراعيه بما مر ذكر حادثة الشهادة المباركة ، وهو قد مُنح من قبل الاعداء الأمان والحضوة عند يزيد وجيش أبن سعد اللعين لكن المانع كان شيء واحد وهو "البصيرة" النافذة وقوة الأستشراف اليقيني لعواقب ما يخيرونه من ترك الحسين في الميدان وحده فهو المطلوب فقط دون أي شخص أخر لا النساء ولا العباس ولا حتى علي الأكبر! لكن وعيه القرآني أبى ذلك ليكون مصداقاً حقيقي للآية ( مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ) الاحزاب ٢٣ .
وكان ابو الفضل من الصادقين والصالحين وذوي البصائر والفهم والعلم ، فلم تنافسه نفسه على حطام الدنيا كما نافست الكثير من الشيعة في عالم السياسة حتى سقطوا في وحل الخيانة وغرهم الكرسي والموكب والسلطنة والأتباع ليقفوا مع معسكر يزيد الممتد عبر التاريخ حتى تمثل اليوم في جبة السفارة وآل سعود يمثلون المعسكر المعادي للحسين عليه السلام والاخر هو معسكر "دولة الفقيه" التي باع الكثير من الصبية والمراقهين شرفهم في الدفاع عنها وهي تقود محور الخير والحق ضد الباطل المطلق!!!
فلم يسقط ولم تنازعه نفسه بل أخبرها بخبر قاطع يوم قال لها ..
يا نَفْسُ من بعدِ الحسينِ هُوني
وبعدَهُ لاَ كُنْتِ أنْ تَكوني
هذا حسينٌ واردُ المَنونِ
وتَشْربينَ بارِدَ المَعينِ
تاللهِ ما هذا فِعالُ دِيني
ولا فِعَالُ صَادِقِ اليقينِ
ماذا أنتم لنفوسكم الحقيرة الخائنة فاعلون؟!
البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..