المقالات

هل يحق لنا ان نختلف في الحسين؟

1705 2020-08-31

  عباس العطار||   يبدأ الاختلاف عادة لحظة تفكير شخص او مجموعة اشخاص في النظر الى زوايا تخدم حركتهم الفكرية او العقائدية او مشروعهم السياسي، ولتعضيد هذه الرؤية يحتاج هؤلاء: اولا: اسناد حجتهم ثانيا: تأويلها ثالثا: ربطها بمنهج معين رابعا: عطفها الى او على حوادث تاريخية ذات اثر كبير في مشاعر وعواطف الناس. خامسا: اعادتها الى جذور عقائدية راسخة في الصورة النمطية عند المجتمع المستهدف. وتعد قضية الحسين عليه السلام اكبر مغنم ثقافي وعقائدي من الممكن استغلالها او استثمارها سياسيا، لجذب مشاعر الناس وكسب قلوبهم والسيطرة على عقولهم ثم تطويعها في سبيل الوصول الى تحقيق الاهداف.  في كل عصر ومصر تولد حركات لها اهداف سياسية او فكرية تتخذ مسلكا في التعبير عن احقية اطروحاتها وصحة دعوتها، وهنا نقطة التصادم ومنطلق التقسيم وبداية الحرب الكلامية التي سرعان ما تتحول الى  اغتيالات فكرية لهذا المذهب الفكري على حساب مذاهب فكرية اخرى، اعتمادا على منهجية التأويل والتبرير للفعل، ولا شك ان مثل هذه الصراعات قد تتطور حتى تصل الى تصفيات جسدية مستندة الى فكرة الأحقية والبطلان والتكفير والغاء الاخر، ومنها ما قد يصل الى حروب تصفية وابادة جماعية.  ما يجري في العراق بِعَدِهِ موطن الجسد الطاهر للحسين بن علي وصحبه الغيارى وعلى ارض كربلاء جرت الملحمة الحسينية الكبرى فشعت بمنهجه ومبادئه التي اضفت على تلك الجغرافية كل الوان الجهاد والإباء والشجاعة والتضحية ونبل القضية وسموها، حتى اصبحت ذات حضور وجداني في نفوس الاجيال بالتتابع، ومنارا يقتدى بها في رد الظلم والاضطهاد والاستكبار ورفض اي تطبيع يقتل الانسانية تحت مسمى سياسي يريد فرض غطرسته على رقاب واموال وحرية الانسان وسلب اختياره.  لا يتجزأ التاريخ وان كتب بيد المنتصرين من تغيير وطمس لجوهر ومبادئ ثورة الحسين، وفي هذا قصص وحوادث كان نتيجتها الفشل وبقي الدم الذي سفك بغير حق هو المنتصر على السيف والقوة والغطرسة، وبقيت الاجيال تنهل من عذوبة صفائها وكانت للثائرين خط شروع ومواجهة ضد الظلم سواء من اتبع الحسين عقائديا او اعجابا بما قدمه من نموذج انساني فريد في التضحيات وصدق المباديء وغرس نبتة الرفض الايجابي عن طريق ترسيخ لاءات الحق بوجه الطاغية يزيد وعصابته. هذا هو الحسين فدعونا نختلف في زوايا وابعاد نهضته ويتخذ كل منا اسلوب يوائم عصره لمقارعة الاستكبار والجبروت ووسيلة للتعبير عن حرية الرأي بشجاعة وصمود، المهم ان لا نفهم الحسين كما يحلو لنا ونتهم اخرين بان نهجهم مخالف له، الحسين مسيرة امتداد في وعي الاجيال وصوت حق مدوي في آذان الطغاة وكلمة صدق جسدت ملامحها هيهات منا الذلة فكان وسيكون وسيبقى سراج الحرية الذي ينير درب الاحرار.   A. G. alattar  

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك