✍️ إياد الإمارة||
▪ فتح ملف العلاقات العراقية/الكويتية يثير الشجون والحساسيات وقد يرفع من حدة التوتر المتقد هذه الأيام التي يدور خلالها الحديث عن ربط سككي "يجهض" أحلام إنشاء ميناء الفاو الكبير الذي يعلق عليه "البصريون والعراقيون" آمالهم!
في الخامس من نيسان وقبل عقد كامل من الزمن (٢٠١٠)م تم وضع حجر الأساس لبناء ميناء الفاو الكبير ليكون أكبر ميناء يطل على الخليج (الفارسي/العربي) والعاشر على مستوى العالم بكلفة تزيد على أربعة مليارات يورو، ولكن يبدو أن الكثير من أحجار العثرات وُضعت مع حجر الأساس الذي بقي يتيماً إلى اليوم، وبقي الفاو الكبير يتعثر حتى يومنا هذا على الرغم من تعاقب اربع حكومات وأربعة رؤساء وزراء على حكم العراق دون جدوى..
في الوقت الذي يمضي فيه مشروع ميناء مبارك الكبير الكويتي قدماً وهو الذي وضع حجر أساسه عام (٢٠١٢)م دون أي حجر عثرة من أحد، إذ يُبارك الجميع حتى من داخل العراق إنشاء ميناء مبارك الذي يضّيق كثيراً على المنفذ المائي الوحيد للعراق في سياسة كويتية "غير محسوبة العواقب بالمرة"..
جذر العلاقة العراقية/الكويتية المتعلقة بسياسات أنظمة الحكم في العراق ساخن جداً منذ العهد الملكي "الملك غازي"، مروراً بالعهد الجمهوري الأول "عبد الكريم قاسم"، حتى أشعل الأرعن صدام هذا الجذر ليبقى لاهباً حتى يومنا هذا الذي أُعيدت فيه العلاقات الرسمية بين البلدين وتعيين أول سفير للعراق في الكويت عام (٢٠٠٤)م، وترتفع ألسنة اللهب كلما جرى الحديث عن ترسيم حدود "وخصوصاً الحدود البحرية" أو موضوع ميناء الفاو الكبير وميناء مبارك الكبير.
▪ خيمة صفوان "البعثية" المذلة لا تمثل العراقيين، لأن البعث الإرهابي لا يمثل العراقيين، لا وهو صديق "حميم" أو وهو عدو "لدود" للكويتيين، البعث الإرهابي كان ولا يزال وسيبقى عدواً "لدودا" للعراقيين قبل غيرهم، كما إن قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن وخصوصاً قرار العام (١٩٩٣)م القاضي بتقسيم قناة خور عبد الله الملاحية العراقية بين العراق والكويت تقسيماً مجحفاً، هذه القرارات غير منصفة وغير شرعية ويجب إعادة النظر بها لأنها لم تكن بالضد من نظام البعث الإرهابي ودمويته بقدر ما هي بالضد من العراقيين ومستقبلهم.
ليس من المعقول ولا من المقبول أن تُصادر أرض عراقية خالصة للعراقيين نتيجة سياسات إرهابية رعناء قام بها نظام قمعي دموي كانت الكويت نفسها من أكبر الداعمين له على حساب العراقيين أنفسهم، وليس من المعقول ولا من المقبول أن تستمر الكويت بإحتلالها للأرض العراقية أو إنتهاجها أساليب قد تكون "إنتقامية" ضد العراقيين بعد زوال ديكتاتورية البعث الإرهابية الحمقاء، وبعد أن عادت الإرادة العراقية شعبية ولو بشكل "نسبي".
▪ أمن الكويت وسلامتها كما أن أمن العراق وسلامته، مرهونان بالعلاقات الطيبة بين الشعبين الشقيقين الجارين العراقي والكويتي، وبإحترام "الشرعية" بين البلدين على مستوى الحدود وجميع المصالح المشتركة بينهما، وما يهدد هذه العلاقة هو الخروج عن هذه الأطر العقلانية..
ولن تحمي هذه العلاقة الطيبة خطوط حدود غير منصفة، كما لن تحميها قرارات متخذة من جانب واحد، ولن تحميها أي عمالة من أي نوع لا بعمامة نتنة أو بدلة "أم بالطو" متسخة فهؤلاء مهما تعهدوا أو حاولوا أن يتجاهلوا أو.... ستنتفض إرادة "شعبية" عراقية وتُطالب بتصحيح المسار بكل الطرق المتاحة.
انا ادعو الكويتيين إلى مراجعة ملف العلاقات مع العراق مراجعة أكثر إنصافاً وأبعد نظراً، معتمدين بذلك على حب عراقي صادق للكويتيين لا على عمالة حفنة من المرتزقة "مجادية" الأذلاء.