جهاد النقاش||
وقت القراءة (دقيقتان)
بعد أن تم تسقيط الساسة الشيعة تحت مسمى الفساد والفشل، وترسيخ شعار ولائي للعراق في مناطقهم وبين شبابهم حصرا، والعمل على سلب الهوية العقدية التي قد تكون رافعا لهم في أي انتخابات قادمة، وتواءم مصالح بعض الساسة الكورد والسنة مع المشروع الأمريكي، صار لزاما أن تبدأ المرحلة الثانية، وهي الوقوف بوجه أي مرشح من هذه الطائفة.
هذا الوقوف ظهر بشكل نصائح تمثل التوجه الأمريكي بشكل صريح، إما بدعم مرشحي المكونات الأخرى، أو التركيز على المنسجمين مع التوجه والإرادة الأمريكية.
إن أي منصف يعلم أن الحكومة العراقية نتاج البرلمان الذي بدوره يتشكل من الأحزاب والقوائم والشخصيات الفائزة على مختلف انتمائها وتوجهاتها.
إذن فالجميع شريك، سواء تحت مسمى الشراكة الوطنية أو غيره، ولم تكن هناك حكومة واحدة منذ السقوط وإلى الآن لم تشترك فيها المكونات المختلفة، والأحزاب، والشخصيات، على تباين انتماءاتهم.
وبالتالي فإن تحميل ساسة ينتمون لطائفة بعينها مسؤولية الفشل والفساد كله، هو بعيد عن الإنصاف.
نعم؛ هذا لا يعني براءة الفاسدين منهم، أو الساكتين عن الفساد، لكن الحلم بعراق خالي من الفساد لن يتم بالتثقيف لعدم انتخاب من يحمل هوية طائفة خاصة، لأن الطائفة أوسع من أن تختزل بسياسي أولا، ولأن فساد وزير لا يعني بالضرورة فساد حزبه بتمامه.
ولو كان الأمر على خلاف هذا فلابد أن تستبعد جميع الأحزاب والشخصيات ومن مختلف المكونات والطوائف التي عملت في السياسة بعد 2003، ولا تقتصر الهجمة على سياسيّن ينتمون لطائفة بعينها.
ثم هَب فعلا أن كل الساسة (الشيعة) الذين وصلوا للحكم بعد 2003 فاسدون ولا يستحقون إعادة الانتخاب، فما ذنب الجُدد!
ولماذا يؤخذ البريء بذنب الفاسد!
ولو التزمنا بالنصيحة، وعممناها على جميع المكونات، فيجب حجب الجميع، وبالتالي لابد أن نستورد غرباء أجانب ليحكموا العراق!
وأخيرا هل إن شعار ولائي للعراق سيشمل جماهير الكورد التي سبق وصوتت للانفصال!
وهل سيشمل الجماهير والمحافظات والمناطق التي رحبت وصفقت ودعمت وآوت واحتضنت الدواعش!
هل سنشهد من هؤلاء انتخابا للشخصيات التي لا تنتمي لمكونهم؟
أم أن هؤلاء لهم أن ينتخبوا ممثليهم بما يخدم مصالحهم، وطوائفهم، ومناطقهم، بعيدا عن الشعارات!
والنصائح مقصورة ومحصورة على أهالي مناطق الوسط والجنوب، وبما يخدم المشروع الأمريكي!
https://telegram.me/buratha