في كل الدورات انتخابية عندما تتشكل حكومة جديدة، نجد ان اغلب رؤساء هذه الحكومات يهرولون الى كردستان ولا نعرف العلة من ذلك بالضبط ، فكردستان التي تتدلل على الحكومات العراقية المختلفة ، تجد ان ماتحتاجه تحصل عليه بلا عناء ولا طويل صبر وتاني ، فتاخذ حصتها من الميزانية كاملة ، وتبيع النفط المستخرج من الحقول الشمالية بلا رقابة ولا تدقيق وفوق كل ذلك تطالب بالمزيد ، وهذه القضية استمرت طوال الاعوام الماضية من عمر التغيير الذي حصل بالعراق، فاربيل تتصرف في قبال العراق انها ند للحكومة ، وفي المكاسب تتصرف تصرف الشريك الذي لايكتفي بحصته بل يتعداها ليتجاوز على حصص الاخرين ، والحقيقة ان هذه القضية اصبحت مثار جدل ونقاشات لدى كثير من اوساط الراي العام والنخب العراقية المختلفة ، واصبحت هرولة الحكام ليحجوا الى اربيل وكانها سنة لا يغفر لمن لا يؤديها، فقبل اشهر من الان قامت الحكومة بتخصيص 400 مليار دينار بعنوان رواتب لموظفي ، وقبل يومين بامر رئيس الوزراء تم تخصيص مبالغ بمئات المليارات لتسديد حقوق الفلاحيين جراء تسليم محاصيلهم للدولة ( او بالاحرى للاقليم )، ولكن بالمقابل فان الاقليم لازال يبيع النفط العراقي الذي جعله الدستور ملكا للشعب ، ولازالت غير ملتزمة بسيادة الدولة على المنافذ الحدودية في كردستان ، ولا زالت تطالب بحصتها من الموازنة والتي معظمها من نفط الجنوب ، ولا زال الحاكم يهرول الى اربيل لكسب الود والرضا ولانعرف ماهو المسوغ الذي يجعل حكام العراق يهرولون وهم من بيدهم مفتاح سقوط الصنم في كردستان ، نعم ان سياسيي كردستان مفاوضين جيدين ويعرفون اين تكمن علة السياسيين في الدولة العراقية ، ولكن يضاف الى ذلك تلك المواد اللعينة في الدستور التي اعطتهم الفيتو في تعيين الحكومات فتسلطوا على رقاب السياسيين من هذا الباب وبهذه الطريقة . ان غفلة السياسيين العراقيين وتسابقهم على كسب رضا الكرد جعلهم يستغلون هذه المواقف ابشع استغلال لجني مكاسب كبيرة من مناصب ووزرارت ومديريات اضافة للميزانيات الضخمة ، على حساب الغالبية العظمى من الشعب العراقي ، وعلى حساب حصة باقي المكونات العراقية ، وخاصة تلك التي ترفد ميزانية العراق بمتطلباتها من الموارد السنوية ولكنها تعيش البؤس والفقر بسبب تلك السياسات الجائرة والظالمة ، ان زيارة الكاظمي الاخيرة ماهي الاجريا على عادة من سبقوه وزاد عليهم بالسخاء والبذل ، ولعل ذلك مما تتطلبه خطط المستقبل التي رسمتها امريكا للطرفين ليكونا عمود المشروع القادم ، ولكن المهم هو ان ابن الجنوب الذي تظاهر وتعطلت مصالحه ومؤسساته ومدارسه وجامعاته ، وبالتالي فان السخاء والهبات تذهب الى كردستان ويبقى الجنوبي مهضوما جائعا فقيرا وهب حكام العراق امواله الى غيره ،
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha