✍️ إياد الإمارة||
▪ رجل الدولة هو مَن يهتم بشؤونها وقضاياها الحقيقية التي تعني شؤون وقضايا الناس: (آلامهم، معاناتهم، طموحاتهم، تطلعاتهم، كل شيء يتعلق بهم جميعاً سواسية بلا تمييز أو إنتقائية، لا تفرقة بين مجموعة ومجموعة أو بين منطقة ومنطقة على أي إعتبار من الإعتبارات).
الدولة، بناء، وإعمار، وتطوير، وتوفير خدمات وفرص للعمل والإستثمار، والحرص على أمن المواطن..
الدولة ليست حركات إستعراضية وصور فنية تنتشر عبر وسائل التواصل الإجتماعي، ليست مجرد زار وتفقد والتقى وقام وقعد "والعشاء خُباز"، الدولة ليست تحركات وقرارات لجهة داخل الدولة دون أخرى، الدولة ليست مجرد وكأنها فترة إستعراض "إنتخابية" تخلص علينا خطب وتصريحات والحديث عن خطط وبرامج لا ترى النور!
نحن في بلد مشاكله كثيرة وكثيرة جداً تتوزع على كل محافظاته من الإقليم إلى آخر حبة رمل في رأس البيشة، لدينا مشاكل أمنية في كل مكان، ولدينا نقص في الخدمات في أغلب مدننا تقريباً، ولدينا الكثير من شبابنا عاطلين عن العمل، ولدينا فساد مالي وإداري وحيتان فساد من الوزن الثقيل جداً، ولدينا حزم سياسية وأخرى دينية تستأثر بالفيء ومغانم البلاد دون بقية العباد، ولدينا رواتب تتأخر طويلاً على مَن لا دخل لهم سواها، ولدينا مَن يتربص بنا الشر من داخل الحدود وخارجها، لدينا مشاكل حدودية وميناء الفاو الكبير، كل ذلك لدينا وغيره المزيد من المشاكل التي لا يتحمل وزرها رئيس مجلس الوزراء الجديد السيد مصطفى الكاظمي الذي كان "منهمكاً" جداً بإدارة أحد الأجهزة الأمنية الأكثر أهمية في البلاد "المخابرات"، لكنه أمام مسؤولية التعامل مع هذه المشاكل بطريقته كرئيس لمجلس الوزراء، ويجب أن تكون له خطواته الفعلية والواضحة إتجاهها بلا تأجيل أو ترحيل، خصوصاً وإن بعض هذه الملفات آنية ولا تقبل التأجيل كملف جائحة كورونا وملف الرواتب والميزانية السنوية والأمن والحصة التموينية "بالعباس عدنة فقرة تهمهم الحصة التموينية التي إلى الآن لا تسد الرمق ولا تأتي في مواعيدها"..
قد تكون لزيارة السيد الكاظمي إلى الولايات المتحدة الأمريكية فوائد سنلمسها بعد عقد أو عقدين أو أكثر من الزمن، بعد أن تنتعش الشركات الأمريكية المفلسة التي ننوي التعاقد معها لتوفير بعض إحتياجاتنا من الطاقة الكهربائية وأشياء أخرى، لكن ما هي الفائدة من قمة عمان؟
وما الذي ستقدمه لنا الأردن أو مصر؟
هذا ما لا يدركه أبناء هذا الشعب وما لم تستطع توضيحه كل الصور "الجميلة" التي أُلتقطت وتم نشرها عبر مواقع التواصل الإجتماعي، هذا على مستوى الزيارات الخارجية، وأما على مستوى الزيارات الداخلية فهي الأخرى ليست أكثر فائدة من الزيارات الخارجية، والناس "الفقرة" تراقب وتشخص إن في هذه الزيارات "الداخلية" تفرقة واضحة وتمييز واضح بين جزء وجزء من هذا البلد، والقضية لا تتعلق بموضوع علم وحيد بقدر ما تتعلق بأشياء أخرى أكثر أهمية وواقعية. وبالمجمل فإن هذه الزيارات "داخلية وخارجية" لم تثمر لحد الآن بما يمكث في العراق وينفع الناس.
https://telegram.me/buratha