✍️ إياد الإمارة||
▪ إنشغل البعض منهم كثيراً بالسياسة والعمل السياسي حتى أصبح عالم هذا البعض -الذي تنقصه الخبرة والكياسة- السياسة فقط، ولم يتركوا لأنفسهم وقتاً لشؤون أخرى لا تقل أهمية عن السياسة إن لم تكن في بعض الأحيان أهم منها أو تتساوى معها في الأهمية!
وكأن بناء الدولة وخدمة الناس في نظر هؤلاء لا تأتي إلا من خلال العمل السياسي والحكم والصراع المحموم غير النزيه في كثير من الأحيان عليه فقط وفقط.
هذا البعض هكذا تصوروا وغفلوا ولا يزالوا يغفلون عن جوانب أخرى كان الأجدر بهم الإهتمام بها إلى جانب إنشغالاتهم السياسية التي هي بالمحصلة النهائية لم ولن ولا تثمر كما يرغب ويطمح به الناس، وعادوا من جديد ليحدثونا عن "أشياء" جديدة!
وعن تجربة أخرى اعترفوا بفشلهم في الأولى وإنهم لم يستطيعوا خلالها تقديم ما ينفع العراقيين!
هؤلاء اغفلوا جوانب أخرى مهمة ولم يحرزوا تقدماً يُحسب لهم فيما أنشغلوا به "السياسة"، إذ العملية السياسية ليست بأفضل من مستوى خدمات الناس وشؤون معيشتها الأخرى، بل تكاد تكون أسوء من ذلك بكثير..
أدائهم في السياسة يثير السخرية والتهكم والإزدراء..
صراعاتهم السياسية ولا "عركة" الكذا.. بيناتهم.
وكل ما حصلوا عليه أن بنوا إمبراطوريات مالية "سينفقونها وتكون حسرة عليهم"، فالمال من الزبد الذي سيذهب جفاء وهو مال حرام وليس لديهم ما ينفع الناس ليمكث في وجدان هؤلاء الناس.
▪ تجارب بناء ناجحة كثيرة من حولنا في العالم لم تعتمد "السياسة" فقط طريقة للبناء بل لم تعتمد السياسة إطلاقاً في بعض الأحيان لتبني وتشيد الصروح وترتقي بمجتمعاتها إلى أفضل ما يكون، كما إن أصحاب هذه التجارب "الناجحة" لم يشغلوا أنفسهم بعد كل نجاحاتهم بسباق محموم على الحكم والسلطة، "والله شنو خلصناكم من صدام لو ضحينا وانطينا شهداء لو راح نسوي ونبني وبالتالي لا سوينا ولا بنينا وخل نجرب وياكم شيء جديد"!
ولم يدخلوا في أتون صراعات من أي نوع مع أي طرف.
جزء كبير من مشاكلنا في هذا البلد المتأخر أن "البعض" يحاول أن يبدأ البناء من السقف قبل الأساسات والجدران، "ويخلي الوادم تضحك عليه"، ولسان الحال "ما أگدر اشتغل إلا عندي منصب!" وبصراحة بكل صراحة هو يريد المنصب حتى "ينصب" على هاي الناس الفقرة هاي اولها وهاي تاليها.
▪ كلمتي أوجهها للذين يرغبون بالعمل "الخدمة العامة" وأضاعوا البوصلة، أقول فيها:" العمل السياسي ليس الطريق الوحيد لتحقيق آمال الناس وتطلعاتها، ولا تحاولوا بناء السقف قبل الأسس والجدران "المناصب ليست كل شيء بل هي ليست بشيء" أمام حركة بناء حقيقية مشفوعة بالنوايا الحسنة.