المقالات

مراجعات..!


 

 محمّد صادق الهاشميّ||

 

في ذكرى التظاهرات التي انطلقت بتاريخ 1/10/2019، كانت تلك الحركة لها آثار وتداعيات على الواقع السياسيّ، وهنا لا بدّ من  الإشارة الى عدد من النقاط كمراجعةٍ سريعةٍ للأحداث.

ونقولها وللتاريخ أننا نقف صفاً مع حقّ الشعب العراقيّ الدستوريّ في التظاهرات السلمية التي دعت لها المرجعية، ولكنْ هنا مراجعة مختصرة، ولكلّ مَنْ يَهمّه الأمر :

1. تمكّن عدد من قطّاع الطرق بإسنادٍ خارجي أنْ يصادر الحراك الشعبيّ بقطع الطرق، وتعطيل المؤسسات، وإلغاء صوت المرجعية في الدعوة إلى التظاهر السلميّ، والتأكيد على ترصين الدولة من خلال إنهاء الفساد وتقديم الخدمات فحوّلوا دعوة المرجعية من تظاهر سلميّ إلى إعدامٍ ومشانقَ.

وهنا نقول لابد من العمل والامتثال للمرجعية؛ بأنْ يتصدّى أبناؤها الغيارى اليوم للنزول إلى الميدان وينهي بكلّ حكمةٍ وتواجدٍ ميداني حكيم وشجاع حركة الشّواذ فيها ، حتّى لا تستمرّ هذه العصابات الممولّة من اختطاف العراق والجنوب بعد أنْ اختطفت فتوى المرجعية  .

2. لا بدّ أنْ تركّز المراجعة على أنّ هذه الطبقات الشبابية لم تنطلق من الفراغ بقدر ما كانت لها مؤسساتٌ ساندةٌ من الداخل والخارج. وتجدر الاشارة إلى ضرورة المواجهة، وتحديد سبلها بعد تحديد هويتها.

3. هذه الطبقات القليلة العدد كثيرةُ الأخطاء، تريد أنْ تتجذّر في الأمّة بعد أنْ تواجدت ورابطت في الشّارع وأوصلت عناصرها إلى مركز القرار السياسي، فلا بدّ أنْ تتحرّك الأدوات الفاعلة والقيادات المخلصة بنفس الاتجاهات المعاكسة؛ لصدّ الهجمة والحفاظ على الأسس من خلال التواجد الميداني .

4. هؤلاء يريدون تأكيد مقولةٍ مفادُها أنهم يمثّلون (إرادة الأمّة)، وغيرُهم يمثّل (عصابات وافدةٍ) خارجة على القانون والشعب، فإنّ مهمّتهم الأساسية قلب المعادلة، وإخلال التوازن.

لذا لابدّ من استعادة الوجود بالنزول الكميّ للقوى المؤمنة إلى الميدان من خلال العمل والاستفادة من المناسبات لتحشيد الجماهير بتظاهرات فاعلة، فالحجرُ يصدّه الحجرُ، وأنّ التواجد والتظاهر سيكونُ كفيلا بقلب المعادلة، ليحقّ القول: إنّ القوى المؤمنة هي الأصل، وأولئك هم شذّاذ الآفاق، نعم لابدّ من استعدادٍ ثقافيّ وسياسيّ وتعبويّ .

5. هؤلاء قد ارتكبوا أبشع الجرائم من خطف وقتل وحرق، ومارسوا كلّ الانتهاكات القانونية والدستورية والاخلاقية بحقّ الشعب العراقيّ، ولا بدّ أنْ تتولّى الأقلام تعريتهم، خصوصاً أنهم كلّ يوم يقتربون من نقاط الفشل، وآخرها الصِّدامُ مع العشائر في الناصرية، بيد أنه - من المؤسف - وجدوا حكومة حامية، وأبواق إعلامية مروّجة .

6. هؤلاء يتخندقون في المدن الشيعية؛ لانتزاعها فلابدّ من فرض السّيطرة فيها.  وحري بنا أنْ نستغلّ الظروف، ونسابق الزّمن؛ لوضع خارطة طريق متعددة الأبعاد، فأنّ التأخير يمنح العناصر المخترقة الفرصةَ للتمادي والتمدد.

7.  نحن من يلبي نداء المرجعية لتصحيح المسارات، ولابدّ من الدفاع عنها وعن توجيهاتها في الخروج بتظاهرات سلمية للدّفاع عن العملية السياسية، والمطالبة بحقّ الجمهور في إيقاف الفساد، وتقديم الخدمات.

8. بعض الأحزاب التي تعاني فقد الشعبية تريد أنْ تستثمر هؤلاء في إدامة الأزمات غير مبالين بالنتائج الخطيرة، فلابدّ من إيقاف تلك المساعي التي تعتاش على الأزمات، وهذا يحتاج إلى توحيد الجهد السياسيّ والتعبويّ، خصوصاً أنّ حركة الاستثمار من الاغيار السنية والكردية تساوق حركة بعض الأحزاب الشيعية التي تريد العودة إلى الواجهة بكسر ارادة الواقع والعمق الذي عليه الخطّ الإسلاميّ .

 

الثلاثاء : 22 / 9 / 2020 م

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك