مازن البعيجي ||
رب ضارة نافعة ، أو قل يقيناً كلهُ خير ، أو الخير فيما وقع!
كلها تؤدي الى فلسفة غياب الحكمة وراء منع توافد زائري أبي عبد الله الحسين عليه السلام لأي سبب كان وعذر كان كافياً ليقنع الملايين بعدم رسم مشهد كل عام ومن ٢٧ من محرم العام الماضي بدأت منطقتي تستقبل الزائرين ونحن اليوم بالسابع من صفر والطريق الذي كان بحراً لا أحد يسلكهُ ولو وجد سالك فلا يأتي من هذا الطريق لأنه فقط الايرانيون يسيرون به لرواية أو حكاية أن السبايا من هنا سارت على كتف الفرات والمسير بطريق يذكر بهم وينقل الروح الى خيالهم!
عقيدة عشق تعجز عنها كل المناسبات وأن تظافرت ، طريق يشبه البحر الهائج ويحتدم فيه الموج ويعلو تصادم أمواجه بالكهوف ليصدر صوتاً تحفظه الذاكرة وأنت تسمع طوال ليالي وأيام أنغام عشق وغرام للمجاميع المتوجهة نحو كربلاء تحث الخطى ولا تستطيع أيقاف الواحد منهم إلا إذا قلت له الأن نماز ظهر أو مغرب توقف حتما وقتها يتزلزل وتسيطر عليه لتقنعه بالاستراحة أو المبيت ، نكهة وعذوبة وسحر وأول سؤال هل هناك صلاة جماعة؟!
طرقات تئن وتبكي أرصفتها التي كانت يجلس عليها السائرون حلقا حلق . آه لأي شيء أخفته الماورائيات أو كان أمتحان وقد توقف الكون بأسره ليكون أختبارات تجري على كل مكلف له في ساحة الأربعين تأثير في المنع أو كان يؤثر في رفعه!
فلا يمكن تلك القلوب التي يلهبها الشوق ويوجعها مشهد السائرون وهم عاجزون عن خطوة واحدة في مسيرة الأربعين هذا العام أن لا تجد لها من ينتقم لها لما جرى عليها من ذا وذاك الذي دخل السرور قلبه لأنهم منعوا .
البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..