مازن البعيجي ||
أشكالية العيش في هذه الدنيا يحددها القرآن الكريم ودستور الخلائق حينما يصف هذه النشأة هي العمل في الدنيا وتخزين من الأعمال الصالحة المقبولة وغداً الحساب ( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ ) المائدة ٩ .
( وَبَشِّرِ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) البقرة ٢٥ .
ومن الخلود تعرف أن هذه الدنيا ليست للخلود والبقاء الدائم بل هي محطة سريعة جداً مهما طال فيها العمر سينتهي بالموت السريري وعجز الأعضاء عن تنفيذ ما يرغب به الأنسان الشره الغير مؤمن والذي لم يوصل نفسهُ للقناعة التي معها تستقر روحه وجوانحه والجوارح.
ولذلك الكلام موجه للعقلاء ومن أستخدموا أداة العقل وأعتمد على أستنتاجها الأيجابي ، فمثلاً لم يكلف الإنسان العاجز عن حمل السلاح بخوض المعارك التي تحتاج جسد وكذلك فاقد البصر أو الكفيف ( لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَنْ يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَابًا أَلِيمًا ) الفتح ١٧ .
ولكن تبقى وسيلة العقل لمن عنده عقل سوي صالحة للعمل ولم تنحى كما تنحت الأعضاء التي تعين الجسد ، ومن هنا قد يكفينا لتدبر الحياة والعيش فيها أن نستخدم نعمة العقل وأستخدام الأوامر الإلهية في معرفة سبيل العيش الكريم وليس الحيواني الذي يشبه البهائم التي ترعى من الصباح للمساء وتشتر دون أن تقدم شيء عدى زيادة في الوزن المستفيد منه القصاب ومن يأكل اللحم!
ومن هنا كان القرآن ملتفت الى البعض ممن نحى عقله أو منحه لغيره أو أوقفه لأجل قضية منحرفة شاذة وعطل نتاج العقل النعمة الكبيرة القرآن يجنب الحيوان من أن يوصفه به ويتعدى الى وصف أكثر بشاعة من الحيوان ( أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا ) الفرقان ٤٤ .
يصفهم يسمعون ويعقلون ومع ذلك عند عدم الأنتفاع به هو حيواني العيش لالا بل اضل سبيلا!
وهذا ما ينطبق على الكثير الذين يريدون الحياة دون منغصات وأبتلاءات وأختبارات مع أصل ثابت في الدنيا هو صراع الحق والباطل وكل ما يترتب على هذه المعركة بل وحدة وقوة أدواتها الخطرة والتي تحول الإنسان من فاعل إيجابي الى سلبي كالجماد الذي لا نفع فيه ولا فائدة!
ومن هنا عبر عن المقاومين والمدافعين والباذلين من اجل الحق ارواحهم بالأحياء حتى بعد الممات وعبر عن السلبيين ومن ارتضوا العيش الحيواني البهيمي بالاموات وأوصاف اخرى ( وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ) آل عمران ١٦٩ .
البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم).
https://telegram.me/buratha