جهاد النقاش||
وليس الحرق قضية مبدئية ظاهرة الصواب أو الخطأ كي تعطي فيها رأيا باتا ينطبق على جميع أنواعه؛ لأنه ببساطة بحسب ما يقع عليه.
نعم؛ لا يحق للتشارنة، ومدونيهم، والمطبلين لهم، أن يعترضوا لأنهم أسسوا لسُنة حرق مقرات الأحزاب، وشجعوا عليها.
وما حُرق اليوم مقر حزبي أسهم بالعملية السياسية منذ السقوط.
ونعم؛ هكذا أفعال يمكن أن تؤسس لثقافة ردع جماهيري، تجبر الآخرين أن يراجعوا حساباتهم ألف مرة مستقبلا
لكننا لا نؤمن أن الغاية تبرر الوسيلة، ولقد سقى علي عليه السلام جند معاوية في صفين وكان يمكنه قطع الماء عنهم كوسيلة للضغط، كما فعلوا هم حين استحوذوا على الماء، لكنه علي فسقاهم.
فهل يجيز الله لربعه الحرق؟
(هذا إن كان ربع الله من قام بالحرق طبعا)
فهل أسهم هذا المقر بما له من رمزية في إحراق العراق أو مقرات كيانات الجماهير الغاضبة، فقاموا بالرد من باب المشاكلة، (من اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم)؟
هل إيواء ودعم حزب بارزاني بشكل سري وظاهر لكل عناصر إشعال الفتنة في العراق، وتمزيق وحدة أراضيه ومكوناته، من مدونين وقنوات ومعارضين ولا أنسى علي سليمان ومن على شاكلته يستحق ردا كهذا؟
هل إيواء الخارجين على القانون، والمطلوبين للقضاء، وتهريبهم كالهاشمي وغيره، والتثقيف لفصل أجزاء من العراق، والاستحواذ على إيرادات منافذه، والهيمنة على السلطة في شماله، يستحق ردا كهذا؟
هل التعاطي مع كيان الاحتلال الإسرائيلي، وتصدير النفط له، وفتح السوق لبضاعته، واستضافة وكالاته وصحفييه، كبرنارد ليفي، والسماح له ببث ثقافته، يستحق ردا كهذا؟
فلعلها أعمالهم ردت إليهم، وليتوقع الآخرون الأمر نفسه.
لكن تلك الأسئلة الأربعة أعلاه، هي من تحدد رد الفعل وطبيعته، ولايملك الإجابة عنها إلا الله وربعه.
https://telegram.me/buratha