جهاد النقاش||
بنظرة بسيطة إلى سلوكيات الشارع التشريني ستلمس:
تفشي ثقافة الحرق، وقطع الطرقات، وتعطيل المدارس، وغلق الدوائر، واستخدام المولتوف، والسكاكين، وسب الرموز الدينية، والذات الإلهية، والتنمر على الموظفين، وإهانة المعلمين، ونشاط الشواذ، ونزول العاهرات...
وستلاحظ كم القمع، والتخوين، والتعدي، وسلب الوطنية، لكل معارض أو منتقد لهذه السلوكيات، حتى وصل الأمر إلى الاستهزاء بالحشد، ونعت جمهوره بالذيلية، والعملاء، بل وإحراق مقراته، مع توالي الحملات المطالبة بحله، وإنهاء وجوده، والفرح بقصف مخازنه، والرقص لمقتل قادته، ونعت جنوده بأبناء الخايبة...
إن رفع الشعارات المحقة، ولافتات المطالب المشروعة، ليست شفيعا لهذه الأفعال، ولا يمكن أن تعطيها الشرعية بأي حال، ولهذا حذرت المرجعية من مخططات الأعداء، وأدواتهم، والانجرار للفتنة، وبقاء الفوضى، وطالبت بطرد المخربين، واحترام القوات الأمنية، وعدم التعدي على المال العام أو الخاص...
وبرغم وجود السلميين لكن موج العنف كان أقوى، فلم تُميز الصفوف، ولم يُطرد المندسون، وكان للتمويل الذي اعترف به أبرز الناشطين مؤخرا (كمنتظر الزيدي، وشجاع الخفاجي، وأحمد الأبيض) دورا كبيرا في تسيير المشهد، ورسم خطوط تصعيده، ودعم أعمال الشغب فيه...
مال التحريض كان خليجيا، والتخطيط أمريكيا، وإلى عهد قريب بقيت اللقاءات تعقد في أربيل، لهذا لم نشهد عداءً لهذه الأطراف، وبقي المدونون ينفخون النار في مدن الوسط والجنوب، يبثون الكذب ويؤلبون الشباب المندفع، وكم من مجزرة كانت محض افتراء، كمجزرة كربلاء، وكم من مرقد أريد حرقه بذريعة مختطفين وهميين، كمرقد الحكيم في النجف.
فهل بعد هذه السلوكيات تعتقد فعلا أن الوعي هو من كان قائدا ومسيرا لهذه الأفعال في الشارع؟!
ألعب غيرها
ــــ
https://telegram.me/buratha