✍️ إياد الإمارة ||
▪ سمعت بالراحل الدكتور أحمد الچلبي رحمه الله عام (١٩٩٣) حدثني عنه المرحوم الحاج حسين الشاكري طيب الله ثراه، حدثني عن والده وعن اسرته الكريمة وأعمالهم الخيرية الكثيرة، كما سمعت حديثاً مهماً عن المرحوم الچلبي من السيد صالح الطباطبائي في مجلس الحجة العلم السيد جواد الشهرستاني دامت توفيفاته وكان السيد الطباطبائي ينقل الكلام عن السيد محمد بحر العلوم والسيد الشهيد مهدي الحكيم رحمهما الله وكان الكلام يدور عن إسهامات المرحوم الچلبي الوطنية والخيرية، وتوالت فيما بعد الأخبار عن هذا الرجل الذي بُخس حقه حياً وميتاً وغاب وغاب معه تاريخ مرحلة مهمة من تاريخ العراق المعاصر.
كتب "ريتشارد بونين" كتاباً مهماً عن المرحوم الچلبي أسماه (سهام الليل.. رحلة أحمد جلبي الطويلة إلى النصر في العراق)، تناول الكاتب جوانب مهمة في حياة وحركة الفقيد الچلبي، وبودي أن يحظى هذا الكتاب بإهتمام العراقيين جميعاً لكي يطلعوا على الدور الكبير الذي قام به هذا الرجل المقدام والجهود الحثيثة التي بذلها هذا السياسي الهمام من أجل العراق.
وأنت تقلب صفحات هذا الكتاب تكتشف جزء من عالم الچلبي ومغامراته التي كاد أن يدفع في بعضها حياته ثمناً لها، لكن القدر شاء أن يموت الچلبي وحيداً مهموماً في غرفته بعد أن طوى شجاه وعرجت روحه إلى السماء عند رب غفور رحيم.
رحل الچلبي عن هذه الدنيا وهو حزين جداً بعد أن خذله أصدقائه الذين ساهم مساهمة كبيرة في أن يصلوا إلى ما وصلوا إليه وقلبوا له بعد ذلك ظهور المجن كما قلبوها من بعد أمام شعبهم بأكمله!
كانت آمال وطموحات الچلبي كبيرة جداً، وهو الذي بذل جهوداً جبارة لتخليص العراق من نير أعتى وأشرس ديكتاتورية عرفها العصر، كانت آماله وطموحاته أن يُبنى العراق وينعم أهله بخيراته ويكون بلداً متقدماً في كافة المجالات..
الچلبي رجل عمل مجد لا يكل ولا يمل يواصل العمل الليل بالنهار، لكنه قُيد بأغلال الجحود والخذلان، وكان يتألم كثيراً وهو يرى بعض من أصدقائه يهدرون أحلامه ويبددونها أمام عينيه وهو لا يستطيع ردعهم وإيقافهم.
لترقد روحك بسلام د. أحمد الچلبي بعد ما عملت بجد وإخلاص وتفان من اجل العراق والعراقيين.