مازن البعيجي ||
لم يذكر لنا التاريخ الحديث شخصية شمولية تدرجت في مراتب الكمال العملي الدنيوي من غير منهج السلوك والسير عبر الأعتكاف كشخصية الولائي متيم الدفاع عن الإسلام المحمدي الاصيل الحسيني المقاوم ، الذي خرق ناموس الطبيعة في البعد المعجز لشخصيته "الظاهرة العجيبة" وهي محل فيض لتوفيقات وبركات كثيرة ، كلها محط تأمل وتفكير ودراسة ، حيث كل واحدة منها تحتاج عمر سحيق من الترويض والاجتهاد ومعانقة الليل والهمس مع نجومه بصافي زلال الدمع مخلص النوايا لله تبارك وتعالى .
إلا أن شخصية من خلقتهُ الثورة الخمينية وهو من متطوع بسيجي صغير الى قائد ينتقل بروحه التي تتوسل كل موقع مرت به وخدم عنده الشهادة ، بل صار متسولاً الدعاء للشهادة بالمارة ومن ويرفعون الأكف تضرعاً ، أسألوا الله لي الشهادة .
ظاهرة تفرد بها جندي برتبة جنرال كانت نجوم المكرمات على كتفه هي فضائل عملية وسلوك العترة المطهرة العملي عليهم السلام حتى نال محبة الأعداء قبل الأصدقاء وذاع له صيت لم يكن طالبه أو باحثاً عنه ، بل عُرف بأنه ممن يعمل الخير سرا ولا يخبر به اهله وهم حوله ومعه ، مرآة خمينية خامنائية صافية لا كدرة ولا لوثة فيها .
ظاهرة لم يتسنى للكثير رؤيتها ببصيرة والاستفادة منها لأنها لا تتكرر إلا بأمر إلهي وقرار السماء ، جندي ربّته سواتر الدفاع المقدس عن ثورة يعتبرها كل وجوده وهو يتنقل من موضع دافعي الى آخر في محورها الذي انتشر ببركة اخلاصة وحبه لمحمد وآل محمد عليهم السلام والمنهج الحسيني والمصداق الحصري لإسلام الحسين الرافض لكل انواع الباطل صغيرها والكبير .
ولعل تناهيد الولي الخامنئي خير شاهد على الفجيع وهو يقيناً كان يتمنى له مثل هذه النهاية لظاهرة لن تتكرر بمثل مذاق عبودية واخلاص سليماني ناصر الحق في طول مساحة كل الكرة الارضية وعند كل مستضعف فيها وجد سليماني ضماد في زمن شح الدواء ..
وعلى مثل قاسم فليبك الباكون ..
البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..