المقالات

دروس تربوية من السيرة العلوية للإمام السيد الخامنئي دام ظله الوارف

1375 2020-11-11

  ✍️ إياد الإمارة   ▪ ما أحوجنا إلى أن نرتشف من سيرة الإمام علي "ع" وننتهل من هذا المنهل الرباني العذب يقودنا إلى ذلك ويرشدنا عالم بارع وفقيه متبحر سبر أغوار هذه السيرة وجسدها سلوكاً حياً يسير عليه بيننا نراه كما نرى الشمس في رابعة النهار. عندما يكتب سماحة آية الله العظمى الإمام الخامنئي دام ظله الوارف عن سيرة أمير المؤمنين علي عليه السلام فلهذا الكتابة مذاق خاص، لا لأنه ذلك المفكر الألمعي فقط بل لأنه يعمل وَيتصرف وفق هذه السيرة ونكون بذلك أمام درسين الأول نظري نجده بين الأحرف النورانية في هذه الكتابة، والثاني عملي يجسده هذا العبد الصالح الذي يعيش في كل حركة وسكنة على سيرة أجداده الطاهرين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين. الكتاب (دروس تربوية من السيرة العلوية) للإمام السيد الخامنئي دام ظله الوارف أعده وقدمه لقراء العربية السيد علي عاشور ونشرته مؤسسة التاريخ العربي في لبنان، والكتاب في ٣٥٢ صفة بُوب بطريقة جميلة ليخرج بهذه الحلة القشيبة. وأنا أدعو القراء الكرام لمطالعة هذا الكتاب للوقوف عند معالم هذه السيرة والإقتداء بها سيما وإن الإمام السيد الخامنئي إختار وبعناية "النطاسي" الماهر مواضيع تمس حياتنا اليومية والأوضاع التي نعيشها الآن. يقول الإمام الخامنئي دام ظله الوارف في الصفحة (٧) من الكتاب:"قد تحدث الخطباء والكتّاب والمفكرون والشعراء والنادبون والمادحون لأهل البيت (عليهم السلام)، وجميع المسلمين من الشيعة وغيرهم، وغير المسلمين قرابة ألف وأربعمائة سنة، وسيستمر الحديث عنه إلى أبد الدهر، إلا أن دائرة الكلام حول هذه الشخصية العظيمة من الإتساع بدرجة إذ لو دخلنا من أية زاوية لوجدنا أشياء غير مذكورة" عناوين هذا الكتاب القيم كثيرة سوف اتوقف عند بعضها بإختصار لأعرض على القارئ الكريم كيف سطر يراع هذا القائد الفذ سيرة أمير المؤمنين علي عليه السلام. يقول الإمام الخامنئي دام ظله الوارف إن "البشرية بحاجة إلى خصال أمير المؤمنين عليه السلام" ويعلل ذلك "بأنها خصال لا تُبلى".. العدالة لا تُبلى، والإنصاف لا يُبلى، والدعوة إلى الحق لا تُبلى، ومقارعة الغطرسة والتجبر لا تُبلى، وإرتباط القلب بالله لا يُبلى.. كما يرى الإمام الخامنئي أن "المعرفة مقدمة للإقتداء بأمير المؤمنين عليه السلام" والأسوة بعد المعرفة. ويحدثنا الإمام الخامنئي دام ظله الوارف في هذا الكتاب عن آفتين تهددان الدين، الأولى تتمثل في تلوث دين المجتمع أو الفرد:  بالإنحراف  أو اللامبالاة  أو التحجر والجمود  أو تجاهل رسالة العقل. والثانية هي تفسير الدين بحدود الحياة الفردية، وإهمال مسرح الحياة الجمعية للبشر على سعتها أو يجري السكوت إزاءها والإنزواء عنها. كما يحدثنا دام ظله الوارف عن خطرين يهددان السياسة: الخطر الأول/ إبتعاد السياسة عن مكارم الأخلاق وخواؤها من المعنويات والفضيلة مما يعني غلبة الأساليب الشيطانية على السياسة وإستيلاء الأهواء النفسية للأفراد واستحواذ مصالح الطبقات المتجبرة والثرية في المجتمعات عليها وجرفها بهذا الإتجاه أو ذك. الخطر الثاني/ هو استيلاء ذوي النظرة الضيقة والصبيانيين والضعفاء من الناس على السياسة وخروجها "السياسة"  من الأيدي التي تتميز باقتدارها وسقوطها بأيد تعوزها الكفائة. وأريد أن أختم قرائتي في هذا الكتاب "السفر" حول حديث الإمام الخامنئي دام ظله الوارف عن خطورة الإحتجاب عن الرعية فهو يقول:"الإنقطاع عن الناس أو كما يعبر عنه أمير المؤمنين عليه السلام الاحتجاب عن الرعية في غاية الخطورة، ووصفه (ع) في كتابه لمالك الأشتر ب(قلة علم بالأمور)؛ فالإنسان تضعف لديه المعرفة بالأشياء نتيجة احتجابه عن الناس".
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك