الإمام أمير المؤمنين علي "ع"
✍️ إياد الإمارة||
▪ لهذا الحديث مناسبة وجدت من "المناسب" أن لا أتحدث عن صاحبها بخصوصية قد تثير مشاعر البعض من إخواننا، لذا آثرت التعميم "تعتيماً" ولإعتبار آخر هو إن موضوع الحديث عام وشامل ولا يقتصر فقط على صاحب المناسبة طيب الله ثراه.
الحديث متعلق بالبطائن والحواشي أو ما يمكن تسميتهم بالخواص، فلكل متصد لخدمة عامة بطانة أو حاشية "خواص"، سواء كان هذا المتصدي من أهل الحق والفضيلة، أو -والعياذ بالله- من أهل الباطل والرذيلة.
ومن البديهي أن تكون بطائن أهل الحق من "الأجاويد" الخيرين الذين يمثلون صاحبهم أفضل وأكمل تمثيل، وكذلك فإن بطائن أهل الباطل هم من المتسلقين والسراق وفاقدي الضمير.
الإشكالية "المفجعة" التي وقع "البعض" من أهل الحق فيها هي أنهم لم يميزوا أو يبحثوا في بطائنهم وحواشيهم "خواصهم" وأصبحت تعج هذه البطائن والحواشي بالمتسلقين والسراق وأهل البغي الذين تسببوا في مضار كثيرة، هي جزء كبير من أسباب تراجعنا وتأخرنا وسوء حالنا.
لقد شخص أمير المؤمنين علي عليه السلام هذا الداء الخبيث وهو يبعث برسالته الخالدة إلى عامله مالك الأشتر رضوان الله عليه وهي "تحمل في طياتها نوع من الخشونة والمرارة"، يقول "ع":
«أنصف الناس من نفسك ومن خاصة أهلك ومن لك فيه هوى من رعيتك»
انصف الناس:
من نفسك؛ لا تجعل نفسك فوق الناس وأنت صاحب الحق دائما فلربما انت على خطأ..
من خاصة أهلك؛ من إبنك، وأخيك، وزوج بنتك، واقربائك، وافراد عشيرتك..
ومن لك فيه هوى من رعيتك؛ بطائنك، حواشيك، حماياتك، أصدقائك، خواصك..
عليك أن تشخصهم تشخيصاً دقيقاً وتبعد عنك أهل الباطل والزذيلة منهم، ولا تنحاز إلى جانبهم وهم على باطل، لا تمنحهم الإمتيازات التي تجعل منهم أصحاب نفوذ غير مبرر على الآخرين، وإذا بغوا إردعهم كما تردع أي باغ بلا فرق.
لقد أرهقتنا البطائن والحواشي "الخواص“ أبناء وأصهار ومن لبعض "ربعنا" فيه هوى!
https://telegram.me/buratha