مازن البعيجي ||
"الجند" المقصودة في مقالي, كل الجند أصحاب مراتب جنرالات والعاديين ممن في فلك خدمة هذه الدولة .
المعروف في الصنوف العسكرية كافة وكل تفرعاتها الحديثة أنّها تحمل صفة القوة والبأس والبطش وردة الفعل حتى لو كانت كارثية بسبب عقيدة العسكرة ذات الطبع القاسي وفي اغلب الأحيان المستهتر الفوضوي في القتل واحد أو جماعات .ولعل النّموذج القبيح الذي قدمته أمريكا في العراق هو اكبر أسوأ نماذج العسكرة القذرة منزوعة الرحمة والإنسانية بالمطلق ، فكم اغتصبوا رجالا ونساء وأطفالا؟ وكم قتلوا مثلهم؟ كم سرقوا؟ وكم عذّبوا؟ وألف كمّ وكمّ؟!
والجنديّ منهم لا همّ له غير الشرب والزنا والقتل ،ولا يعرف خالفه لا على دينه ولا على أي دين ، بل يتعمدون اختيار من علت رتبته بالقساوة والنذالة والبطش! هذا وفي كل جيوش العالم بما فيها العالم الإسلامي والعربي نسبٌ في التدني الخلقي والإنساني بتفاوت ليس كبير!
أمّا في في "دولة الفقيه" فقد أختلف الأمر ..فقد أوجدت نموذجاً باهراً بجمال عقيدته والروح التي نقّاها وخلّصها من الشوائب النفسية والشهوات والرذائل وذاك بسبب العقيدة الروحية التي تربى عليها جند "الفقيه" طوال عقود على منهاج الدفاع المقدس عن الثورة الخمينية والإسلام المحمدي الأصيل الحسيني المقاوم بقيادة عالمين جليلين القدر وعارفين نذرا العمر لله تبارك وتعالى .
وتمّ اختبارُ هذه العقيدة والعقائد في امور اخرى في الحرب المفروضة على إيران الإسلامية من قبل البعث الصدامي وأمريكا والخليج العبري! فهرعت الشباب صغاراً وكباراً وكهولاً ومعاقين وفاقدي البصر للتطوع في المساجد وهم يتوسلون ليتم قبولهم للذهاب الى حربٍ لم يكونوا لها بجاهزين مع شبه انعدام في الإمكانيات العسكرية التي تصدّ كلّ هذه الدول ذات الهدف المشترك وهو القضاء على اخر معاقل الإسلام المحمدي الأصيل الحسيني المقاوم بعد أن سقط الإسلام في كل مكان ورفع الراية!
جندٌ تدفَعهم العوائل ،امهاتهم والأباء والزوجات والبنات ،أن اذهبوا للجبهات ، ولكن بشرط ألّا تعودوا إلا شهداء محمولين على الأكفّ حتى نحتسبكم عند الله ثم المصطفى وآله علي والحسين والمهدي وفاطمة....
لوحةٌ لا تتكرّر بذات ألقِ ما كانت يوم كان الكل تكويه نار الخوف وتصهره نيران الخشية على الثورة المشتراة بأثمن ما يملك الإنسان وهي الروح الرخيصة حتى عند من عمره دون الثانية عشر سنة .
جنودٌ تسمعُ لهم على السواتر ازيز ودوي النّحل ، وهم يواظبون على كل مستحب ونافلة ،يغرون به الشهادة لتحلّ فيه قوافلها فالشوق يمزق أرواحهم ويحرق لهم الفؤاد ، وفي كل ليلة تُرفع لهم أكفّ وتذرف دموع ويعلوا لهم صوت نحيب وصراخ وتناهيد تقطع القلب والكل يعترف مع ما قدموا بالتقصير ( وَقَدْ اَتَيْتُكَ يا اِلـهي بَعْدَ تَقْصيري وَاِسْرافي عَلى نَفْسي مُعْتَذِراً نادِماً مُنْكَسِراً مُسْتَقيلاً مُسْتَغْفِراً مُنيباً مُقِرّاً مُذْعِناً مُعْتَرِفاً لا اَجِدُ مَفَرّاً مِمّا كانَ مِنّي وَلا مَفْزَعاً اَتَوَجَّهُ اِلَيْهِ في اَمْري غَيْرَ قَبُولِكَ عُذْري وَاِدْخالِكَ اِيّايَ في سَعَة (مِنْ) رَحْمَتِكَ، ) .
جنودٌ لم يركبوا غير مطايا الليل وسراج الدموع "سلامٌ هي حتى مطلع الفجر" ، عفة وعرفان وتوجه واعتقاد ونبل وشهامة وروح تمتهن الاخلاق
مُعسْكرهُم لم يكن ساتر ترابي أم موضع دفاعي كما في بقية العساكر في العالم ، بل كان معسكر تدريب يشرف عليه محمد وآل محمد عليهم السلام ومدير ذلك المركز الكبير المفتوح في كل ربوع إيران هو "الحسين" عليه السلام .
لتصبحَ صناعة الجند حرفة حصرية وماركة متفرّدة ختم عليها أنها ممهدة انيطت بها مهمة اصلاح العالم وانقاذ المستضعفين ، ليشع نور دولة الفقيه في كل اصقاع الأرض واينما وجد المقاوم الشريف لتشرق لنا شمس في ربوع لبنان بقيادة فيض الله ابو هادي جندي الولي ، ومثله في اليمن ومثله في العراق حيث الم ه ن د س وحش١١١ده المبارك ، وسوريا وفلسطين وهكذا ملئت الأرض بنقاء العسكري العقائدي الذي يحمل على كتفه الرتب والعناوين وهو جليس التراب وتقبيل ايادي المدافعين ورائد البكاء على الحسين وما قاسمنا إلا نموذج البكائين من خشية الله تعالى !
شتان بين جواره وجواري!!!
وثوب الرياء يشف عما تحته
فإذا التحفت به فأنك عاري!
البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..
https://telegram.me/buratha