المقالات

جائحة كورونا نقطة تحول عالمية..

1280 2020-11-21

 

✍️ إياد الإمارة||

 

▪ لعل عالمنا المعاصر شهد تحولين كبيرين حدثا في القرن العشرين، الأول هو الحرب العالمية الأولى عام (١٩١٤) وما حدث خلالها وبعدها من تغييرات شملت العالم بأسره، أما الحدث الثاني فهو الحرب العالمية الثانية عام (١٩٣٥) وإستخدام أول سلاح نووي فيها، خسائر بشرية كبيرة ومعها خسائر مادية أكبر، وهلاك ملوك وإستخلاف آخرين، وتفتت دول وتكوّن أخرى، ونهاية مجتمعات وإنقسامها إلى جماعات صغيرة ومحاولات دمج جماعات متفرقة في مجتمع واحد..

"كل شيء تغير في عالمنا بعد الحرب.."

وبعيداً عن الخوض في تفاصيل ما حدث في الحربين العالميتين الأولى والثانية، وما أعقبهما من تحولات شملت مفاصل الإجتماع والإقتصاد والسياسة والجغرافية، وأشياء أخرى قد لا نفكر فيها أو اننا لا نعتقد إن التغيير قد شملها لكنه فعلاً شملها.

جائحة كورونا العالمية حدث لا يقل تأثيراً وضرراً عن الحربين العالميتين الأولى والثانية، والكل يرى إن عالم ما بعد كورنا ليس هو العالم قبل كورونا.

كورونا التي تفتك بالناس مدة أطول من عام كامل بلا هوادة، تطحن أرواح الكثيرين أغنياء وفقراء، من مختلف الأجناس والأعراق والأعمار.

"أنها أشبه بالكارثة الكونية، غضب الطبيعة.."

لا مناص من العزلة والتباعد!

التقارب يعني إحتمالية الموت جراء العدوى..

لا أعراض متشابهة ولا علاج متفق عليه..

المطارات والسياحة وبعض التجارة في كساد..

المدارس والجامعات والأسواق معطلة..

هذا جزء الصورة.

لم نكن نتصور إن العالم بكل ما وصل إليه من تطور وتقدم في كافة المجالات يقف عاجزاً عن مواجهة فايروس لا يُرى بالعين المجردة!

الفايروس الذي تسلل إلى أكثر الأماكن تحصيناً في العالم، حتى البواخر المنقطعة في عرض البحر دخلها القاتل كورونا!

كورونا "شبح"  يظهر في كل مكان في وقت واحد دون سابق إنذار، يقتل ويعطل ويفعل ما يحلو له وسط عجز لم نكن نتوقعه في عصر صرنا نتحدث فيه عن إمكانات العقل البشري الهائلة، إختراعات وإكتشافات كلها توقفت في لحظة فارقة!

الغريب أن العالم لم يعرف بعد كيف تكوّن هذا الفايروس، هل هو مجرد صدفة؟

أم هو جزء من حرب معلنة والفايروس هو سلاح بايلوجي؟

هل نشأ في فم التنين الآسيوي؟

أم داخل مختبرات أمريكية عدوانية؟

صعُب علينا هذا الأمر كما صعُبت أشياء أخرى متعلقة بهذا القاتل الخفي "الشبح" ..

بعد كل هذا..

هل نستطيع تصور عالم ما بعد كورونا؟

أشياء كثيرة علينا التفكير بها بجدية، وأشياء كثيرة علينا أن نعيد تفكيرنا بها، هذه حقيقة يجب علينا أن ندركها من الآن..

الحياة لن يوقفها كل هذا الموت .. لن يوقفها هذا القاتل الخفي "الشبح"، لكنها  ستتغير حتماً تغيراً لا ندركه الآن، كما لم ندرك من قبل أي شيء عن هذا القاتل والموت الذي سيخلفه.

ما يهمني التوقف عنده، هو العِبرة التي يجب أن نعتبرها من كورونا، وهي قدرة الله تبارك وتعالى التي تفوق كل التصورات، وعجز البشر الذي لم نكن نتوقعه أن يكون بهذا المستوى.

ـــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك