مازن البعيجي ||
الصمنية هي الحالة المأخوذة من ذات صنم الأحجار أو غيرها التي لا حراك فيها ولا نتاج ممكن أن يستفيد منه محرك العقل حين يتخذ مثل هذه الحالة طريقاً له!
وهي على أشكالها كثيرة صنمية اجتماعية ، صنمية اعتقادية وهكذا ومنها أن تعتقد بشخص تنقله من الوضع الطبيعي الى أن تصل به لحالة من "الصنمية" ترفض معها كل نقد أو نقاش أو أي فكرة ممكن تطال مثله ممن لا عصمة لهم وهم بشر طبيعيون يصدق عليهم الاشتباه والوقوع في الخطأ وحالتهم قابلة لمثل ايهام الظروف لهم ، بل وحتى يتأثرون بالكثير من الظروف وغياب المعلومة أو حل معضلة ما .
وهنا تكمن خطورة مثل هؤلاء صناع الاصنام والدوران عليها أنها ذات الصلة بالحلول السحرية أو المعاجز أو الخوارق للطبيعة ليصل الإنسان إلى حالة من اليقين المغلوط ليعتبر كل شيء يصدر هو محل وفاق السماء ومقدس المساس به يورث النار وغضب الله تبارك وتعالى ، وحسبك عندما تغلق منافذ العقل وتستعير عقل الصنم تدافع به كل من يستخدم عقله بحرية كما هي وظيفة العقل التي نص عليها الحديث ولآية الشريفة ( وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آَبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آَبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ ) البقرة ١٧٠ .
حالة من الايعاز الى الغاء دور النقد والتفتيش عن الحلول وإيقاف تلك المساحة التي من الله سبحانه وتعالى على البشرية بأن اودع فيهم نعمة العقل وقوة ادراكه والتفتيش عن الحقائق والقناعة بها دون مؤثر يلغي له نعمة الأبصار والوعي وموت سريري للعقل يجعل معه الخرافة منصوصة من جبرائيل في وقت لا جبرائيل موجود أو غيره!!!
وهذا ما يفتك بنا اليوم على المستوى الديني والأجتماعي ويكثر جنود الجهل في واقع محتاج الى جيوش العقل العملي والعلمي معتنق البرهان والدليل!
وهؤلاء يقدمون خدمة مجانية وعظيمة للأعداء ليجعلوا من مشاريعهم المحالة واقع يرسمه جهلهم معتقدين انهم غاية النبل والإيمان والوفاء لوظيفة العقل النعمة الكبرى!
( الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ) الكهف ١٠٤ .
البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..