مازن البعيجي ||
تحل علينا ذكر رحيل الشهداء القادة ذكرى مؤلمة في وجهها الظاهري وقد لا تكون كذلك في بعدها المعنوي العقائدي .
ولكن هي ذكرى ويوم يحمل من الدلالات والاشارات والمنافع والتأملات والدروس والعبر المركبة والغنية في تفسيرها لمن همه تتبع مثل دماء القادة وأي أثر ذلك فيها!؟
إذا لابد من الغوص في بحر الماورائيات الذي خلفه مثل ثراء شخصيات القادة وما رافق منهجهما الولائي والتفرد في نوع تطبيق ذلك الدين القيم والأنتماء الصادق لمثل العترة المطهرة عليهم السلام ، حيث الندرة والشح في مثل شخصية القائد الجندي سليماني الذي أوقف كل شيء في كيانه لله تبارك وتعالى وهذا من المع جوانب الجنرال العارف قاسم سليماني ولا حاجة للخوض فيه .
إلا أن ما يستحق الخوض هو تلك الشهادة بعد طي عمر كلهُ ثبات وبصيرة ولاء قد لا يتكرر لمثلهم في وقتنا الحالي ، ومن تتولد ضرورة وضعهم تحت مجهر المعرفة وسبر أغوارهم لتستفيد أمة عشاق سليماني من تراث ما ترك تخبرنا كيف تم صنع سليماني على غرار جندي مهدوي كل همه حفظ الإسلام المقاوم الحسيني الرافض الأصيل .
ومن تلك العبر أن عدم المحافظة على شخوص القادة ممن هم ( إيراني الجنسية )والجغرافيا ، وتوصيفهم وفق نظرية سايكس بيكو هو اقوى عوامل التخلي عن الآية ( لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ ( آل عمران ٢٨ .
ومنها أن اللين مع عدو مثل أمريكا مصنف على مستوى العقيدة بأنه عدو الإسلام والمسلمين الأول والأخطر هذا اللين هو فرصة لمنح مثل أمريكا فرصة لتتنفس ليقتل زفيرها القذر مثل هؤلاء المؤمنين ، وتلك مخالفة صريحة للرؤية الخُمينية العظمية والدقيقة بل هو الخروج عنها الى رؤية تتصل بالعمالة ولو بنسبة ونعومة!
ومنها أن يوم القادة كان يوماً مغطى بشرعية من منحوا الأحتلال فرصة للقتل بهذه الجرأة بعد أن اخرجهم إخلاص القادة الإيرانيين والعراقيين يجرون اذيال الخيبة والخسران وجراحهم تشخب!
ومنها أن ثمة أمة فاسدة في العراق كل همها الكرسي والوجاهة والظهور والتملق ولو ادى ذلك الى قتل مثل الحاج قاسم سليماني وابي مهدي المهندس وممن قتل قبلهم من حشد الله وبسيج العقيدة!
يوم تستطيع أن تقول به أو توصفه بيوم البصيرة على الإطلاق بصيرة من تألم لأجل ما حدث وبين ما أحدث لكي يفرح وتفرغ لهم الساحة من مثل جنود التمهيد على كل مستوى ديني ومدني وسوقة عاديين وعلى كل الشرائح التي كانت تنظّر وتنظر لما يجري!!!
البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..
https://telegram.me/buratha