هاشم علوي||
الفاسدون معلومون عندالله وخلقه والاجهزة الرقابية المختصة والفساد مشخص مثل المرض ويحتاج الى العلاج الناجع.
الفاسدون مثل الفيروسات تقاوم وتحاول إفراز الحمايات اللازمة لاستمرارها وهم كذلك.
الفساد يتنوع ويتطور ويتكيف ويبني مستوطنات ومنظومات وشبكات وخلايا نائمة وصاحية ويقضة تكون اكثر إلماما بالقانون وتتلوى وتتملص وتنفذ من الثغرات القانونية وتذوب كالثلج وتميع كالزئبق وتتبخر كالمياه الحارة وتعود قطرات الى حالتها الصلبة وهكذا تتقمص القانون وترفعه في وجه الاخرين.
إلمام بالقانون اكثر من رجال القانون واكثر من القضاة واكثر من رجالات الرقابة ومكافحة الفساد في ظل منظومة قانونية معتقة منذ ايام محمد علي باشا والخديوي حاكمي مصر قبل مايزيد عن قرن من الزمن لان القانون اليمني مستنبط من القانون المصري تعلق بتلابيبه وقواعده واركانه وصار جامدا لايتطور مع تطور وسائل واساليب الفساد وما يتطورمن القوانين لاتجدلهامكانا سوى الفريزل وغياهب الادراج وارفف الملفات المتخمة والمثقلة بالفساد واركانه ورموزه.
ملفات الفساد والمفسدين كبيرة وموزعة بين الجهات الرقابية والقضائية لم تتحرك وان تحركت فببطئ حتى تهمل ولاتجد لها صاحب خصوصاً في قضايا المال العام واراضي وعقارات الدولة والاوقاف حتى تهمل وتغطيها طبقات الغبار وخيوط العناكب تأكلها الارضة وتنخرها السوس.
كلماتحركت ملفات تداعت فرق الفساد بهجمات مرتدة تهاجم بشراسة بوسائل مختلفة تنكشف نهايتها بتسلل فاضح للجمهور اكثر من الحكم وربماتكون بإيقاع الدفاع المتقدم للهجوم في فخ التسلل حتى يضج الجمهور بالصراخ للحكم ان يلتفت للتسلل قبل ان يقف المهاجم وجها لوجه مع حارس المرمى الذي يتصدى بكل ما اوتي من قوة وخبرة ذودا عن شباك المرمى.
هكذا هي الحرب في مواجهة الفساد فالحكم إن لم يضبط إيقاع المباراة ويعيدها الى سياقها الطبيعي والغاء اهداف التسلل فإن الجمهور هو الحكم.
السياق الذي يسيرفيه أداء الجهاز الاداري للدولة ينحدر نحو الانخفاض والتماهي والترهل والانحطاط واستقواء ذوي النفوذ والسلطة للنيل من القانون والنظام الذي يحلم به الجمهور.
التصدي للفساد مازال في حلبة مصارعة كل ظرباتها تحت الحزام كلا ينظر الى الاخر من سيخرج الدم من أنفه مرعوفا ومن سيبدأ بالرعاف كلا يتملص من خصمه ويتفاديا الضربات المباشرة التي ستلتقطها الابصار والكاميرات ووتتناولها الاقلام والاعلام وتختتم بالاحكام وزنازين الظلام وعنابر الاصلاحيات وكلبشات رجال الضبط القضائي.
الكل يلعب والملفات مثقلة بانتظار ظربات الجزاء...
الفاسدين الاكثر ارتجافا وارجافا لحرف الانظار ونقلها الى اتجاهات اخرى لن تجدي نفعا بحرف بوصلة التصدي للفساد والفاسدين فساعات رفع الكرت الاحمر اقتربت وصفارة إنهاء المباراة على وشك الاطلاق بعدها لن يجدالفاسدين وقت بدل ضائع ولا أشواط إضافية.
فقدسبق السيف العذل وعلى الباغي تدور الدوائر وساعة الملعب تشير الى نهاية المباراة فالشعب اليمني على موعد مع النصر.
والله الموفق والعاقبة للمتقين
ـــــــــ
https://telegram.me/buratha