✍️ إياد الإمارة ||
▪ الظروف الموضوعية لإجراء إنتخابات حرة ونزيهة تنساب بشكل صحيح غير متوفرة في العراق، والموعد الذي أعلنه السيد رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي كان إرتجالياً ولا يستند على أرض صلبة..
الرجل -وكما أثبتت التجربة- يقرر ويتحدث بطريقة فيها من التسرع الشيء الكثير، الأمر الذي أدى ويؤدي إلى وقوعه في أخطاء كثيرة وكبيرة لها إنعكاساتها السلبية على العراقيين.
بعد كل ما وقع في العراق من أحداث مفتعلة حاول البعض من خلالها الإلتفاف على مطالب الناس المشروعة، والوضع الإقتصادي غير المستقر وغير المريح وغير القادر على توفير رواتب الموظفين، كان من الضروري دراسة موعد إجراء الإنتخابات القادمة دراسة جدية بعيدة عن التسويق الإعلامي أو الأهداف التي لا تصب في مصلحة العراقيين.
الإنتخابات المبكرة المتخبطة ليست حلاً بالمرة في هذا البلد المثقل بالهموم، والتآمر، والفساد، ووضع الرجل غير المناسب في المكان غير المناسب، بل لعلها ستعقد الأوضاع أكثر إذا لم تستطع -وهي بهذه الطريقة لن تستطيع- تحقيق آمال وتطلعات الناس التي تقف بالطاوبير بعد أن كانت تمكث بالطوامير سنوات عجاف.
لعل هكذا نوع من الإنتخابات في مثل هكذا ظروف ستجعلنا نغرق أكثر في مستنقع الفوضى والإرهاب والفساد..
يبدو لي أمراً اخراً غاية في الخطورة يجب أن نلتفت إليه بعناية إذا ما أُجريت الإنتخابات في الموعد الذي أُعلن عنه فعلاً، ذلك هو محاولات البعض من الكتل السياسي وأطراف أخرى وضع العراقيل أمام مشاركة واسعة في الإنتخابات القادمة، فاسحة المجال أمام جمهورها الخاص لكي ينتخب وبذلك يحقق الفوز الإنتخابي الذي يمكنه من تحقيق غاياته الخاصة، وهنا يكمن الخطر كل الخطر.
إن وضع المواطن في دائرة العوز والحرمان الشديد، ومفاقمة أوضاعه الإقتصادية مأساوية أكثر من خلال بعض القرارات غير المنصفة، ستدفع به للعزوف عن المشاركة في الإنتخابات!
يبدو ان السيناريو معد بحلقات ستشكل سلسلة تطوق أعناق هذا الشعب المغلوب على أمره.
لذا لننتخب..
لنتوجه إلى صناديق الإقتراع بقوة ولا توقفنا كل الظروف الصعبة التي لا تعدو كونها عراقيل يضعها البعض أمام تطبيق الديمقراطية بالطريقة الصحيحة في هذا البلد..
لنُحسن إختيارنا للكتلة السياسية وللأشخاص في داخل هذه الكتلة..
لقد جربنا البعض وكان دون مستوى الطموح، وجربنا آخرا و كان فاسداً، لكنّا جربنا من كان قوياً وأميناً، إذاً لدينا تجربتنا التي يمكن الإعتماد عليها..
الخيار الوحيد المتاح أمامنا للتغيير والإنتقال بالعراق إلى الأفضل هو المشاركة الواسعة الواعية في الإتتخابات القادمة.
https://telegram.me/buratha