✍️ إياد الإمارة ||
بسم الله الرحمن الرحيم
«... وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ...»
هذه عقيدتنا في جميع الأنبياء والمرسلين نقدسهم جميعاً ولا نفرث بين أحد منهم..
النبي عيسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام مثله كمثل آدم، لم يولد من أب، وأمه السيدة العذراء مريم المقدسة عليهم السلام، وعقيدتنا فيه أنه لم يمت "لم يقتل" وهو في السماء يترقب وعد الله لكي يشارك في أن يملأ الدنيا قسطاً وعدلا بعد أن يملأها الظلم والجور.
لنا أن نحتفل بعيد مولده الأغر، على طريقة الأنبياء والمرسلين الذين يأمرون بما أمر الله تبارك وتعالى، وينهون عما نهى عنه، ولا يمكننا القبول بالإحتفال بهذه المناسبة الشريفة "المعجزة" من خلال إرتكاب المعاصي والآثام، بحيث إن البعض يترقب المناسبة لأن يرتكب المعاصي والآثام التي يتجنبها عاماً كاملا!
هل يُحتفى بذكرى ميلاد نبي بقنينة خمر وحفلات ماجنة وخليعة؟
هل هذه وصايا الأنبياء واخلاقهم وأوامرهم؟
قطعاً لا..
ولكن البعض لا ينتبه ولا يلتفت إلى تصرفاته إلى هذا الحد المفجع.
في ذكرى مولد النبي عيسى على نبينا وعليه السلام علينا أن نستذكر قيم هذا النبي وتعاليمه ووصاياه، ونستجلي سيرته العظيمة وهو المثال الذي يُحتذى به في كل ذلك..
في هذه الذكرى العطرة علينا أن نتوقف عند معجزة الولادة المتفردة التي لم تكن لأحد من قبله ولا لأحد من بعده، نقف مع الحِجر الطاهر للسيدة العذراء هذه التي كانت نذراً ربانياً مطيعة لله عز وجل حتى حصلت على هذه الكرامة العظيمة والمنزلة الجليلة.
علينا أن نذكر الله كثيراً ونتفكر في عظمة قدرته التي يعجز العقل عن إدراكها، وهو يجعل النبي عيسى يتكلم في المهد صبيا، ناطقاً بالنبوة الربانية..
هذه المشاهد يجب أن تجعلنا أكثر قرباً من الباري عز وجل وأكثر تعقاً به طلباً لرحمته ومغفرته ورضاه، لا أن نتمايل سكراً وعصياناً وجحوداً يدفع بنا الشيطان أبعد ما يكون عن قدسية النبي والنبوة.