مازن البعيجي ||
تلك المؤسسة الإلهية أو المحكمة التي هي وراء قرار منح الشهادة والرحيل من الدنيا بقوافل النور هي تلك المرحلة التي يكتمل فيها ملف ذلك الشهيد ويمضي عليه رب العزة والكرامة ليكون بعد ذلك شهيداً من جهة ، كرامة له ومن منح دمائه كزيت القنديل يضيء بها من خلفه قضية كانت أو بشر ، من يحتاج تلك الدماء في كل عصر كانت تلك الشهادة .
وظاهرها - الشهادة - ألم وفراق وترك أهلون وأعزة لكنها أمنية لا يتمناها وما يلحق بها من امتیازات عظيمة ضمنها الخالق العظيم الذي خط بمنهج القرآن الكريم طريقا لها يحكي نعمة ما سيحصلون عليه الشهداء ( وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ) البقرة ١٥٤ .
(فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآَخِرَةِ وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ) النساء ٧٤ .
(إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآَنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) التوبة ١١١ .
كل هذه النعم التي يحصل عليها ممن اوصل نفسه الى مستوى اقناع قرار الشهادة به عبر الإلتزام والتقوى والايمان والورع والتعلق بالله سبحانه وتعالى ونفذ ما طلب منه طائعا موقنا . فبالتالي لمن له قلب نقي وعقل سليم سيعرف أن أصلا الموت لا مفر منه وأن خروجنا من الدنيا بالغ ما بلغ شأننا فيها الدنيا ستأتي لحظة رحيلنا عنها تاركين ما حرصنا عليه حلالها والحرام! إذا لماذا لا يكون الرحيل عبر قنطرة مضمونة ومعرف نهاية من يسلك سبيلها وما ينتظره؟!
خاصة إذا ما عرفنا أننا سنفد على خيارين الجنة والنار ولا خلاص من النار إلا بصدق يقر به الله سبحانه وتعالى وهو المطلع بأنه كان عملا يستحق به نيل الشهادة والجنة ..
البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..
ـــ
https://telegram.me/buratha