مازن البعيجي ||
في العراق طبعاً ..
للإعلام قدرة لا يُستهان بها ، خاصة إذا ما غاب المدافع المنصِف الذي يعادل تلك الكفة الإعلامية! أو يخلق مناخاً من خلاله يُبطِل عمل تلك المؤسسات الإعلامية ذات الهدف المحدد والنوعي الذي يهدف الى تغييب دور عظيم لمرجع عظيم وخطير على الأستكبار! الأستكبار الذي تواجد بشكل رهيب في اروقة دولة مثل العراق! قبل الاحتلال الامريكي عن طريق نظام البعث العميل وبعد سقوطه في عام ٢٠٠٣ تعزز تواجده وكان له ثقلاً في الساحة العراقية المضطربة!
وفي كلا الحالتين، يبقى المتصدي والشاهر سيفه لمنع التواجد الأمريكي في العراق " الفكر الخميني ونهجه المقاوم للاستكبار العالمي " وحاجة الشعب لمثله القصوى! والذي لايخفى على ذي لب.
-فكان ذلك "الفكر" المتوهج غيرته وحميته على الاسلام والقضايا المقدسة...يركز على منع التواجد الأمريكي والذي هو في الحقيقة احتلالاً لكل مجالات الثقافة ومنافذ الوعي لدى الشعوب المستضعفة
وفي المقابل كانت أمريكا ومازالت تركز على مثل هذا الفكر المخيف ( الفكر الخميني ) الذي يشكل رعباً لدى دولة أمريكا ولطالما حذّرت منه وضربت حجابات وسواتر من خلال حربها الناعمة للحؤول دون انتشار الفكر المحمدي المقاوم الأصيل!! ولكن ( يأبى الله إلا أن يُتِمَّ نوره ولو كره الكافرون )
ومن هنا لم نجد ميادين كثيرة تتبنى اعادة هذا الفكر والاستفادة منه في توجيه الشارع الثقافي الذي تعصف به ثقافة الاحتلال الناعمة والتي كانت هي الاقوى والاجدر في كسب الشارع العراقي!
-وللأسف!! ما ساعد على تمركز أمريكا وأذرعها الأخطبوطية الممتدة في كل مفاصل العراق إنما جاء نتيجة التغاضي وإقصاء هذا "الفكر الثوري" العظيم عن الساحة العراقية مما ساعد الأحتلال الأمريكي أن ينجح في تثبيت قواعده على ارض المقدسات فضلاً عن مقبوليته لدى شريحة من السياسيين، وغض النظر عما يُضمِر من مخططات شيطانية لدرجة الوغول والتدخل في عمق القضايا المصيرية للشعب العراقي!!
-وقد حظيَ بتأييد من قبل شرائح مهمة سيما البعض من كبار النخب الشيعية ممن لهم تاريخ في الجهاد والمقاومة ومعارضة النظام الطاغوتي البعثي!! في الوقت الذي كان من اليسير جداً على من استلم الحكم في اول سقوط النظام البعثي أن يفرض نظاماً مقاوماً يحمل فكراً كفكر الخُميني الذي له رؤية حادة قاطعة في موضوع مواجهة أمريكا على المستوى السياسي وتصنيفها، وعلى المستوى الشرعي وما يعنيه خطر المداهنة واللين مع مثل أمريكا وحلفائها فيما اذا استولت على مقدرات الشعوب؟!
وقد ثبت ذلك بالدليل ، أن من الخطأ والخسارة الفادحة : الإبتعاد عن ثقافة الفكر الخُميني بأبعاده المتعددة ، سواء على مستوى التطبيق العملي السياسي ، أو على مستوى اهمال تدريسه في المؤسسات الثقافية والدينية واتخاذه قدوة لمقاومة المحتل أو منهجاً تتربى عليه أمة المقاومة بشكل اكثر تركيزا ووضوح!
ومن هنا أصبح من الصعب جداً الخوض في الحديث عن الفكر الخميني فضلاً عن صعوبة استيعاب ذلك حتى عند الشريحة ذات الثقافة المتنوعة وغيرها ممن فاته فضل معرفة القيمة الحقيقة والمقدسة للثورة الإسلامية الإيرانية التي أفاضت بخيرها على كل الشعوب المستضعفة ولم تتوانى في تقديم الدعم لاصحاب القضايا المصيرية والإنسانية لكل شعوب العالم بصرف النظر عن قوميتها وحدود جغرافبتها ! وقد شهد التاريخ منذ تأسيسها الى يومنا هذا وسيشهد "أن مامن دولة ولاشعب ولا محور مقاومة ممن تمسك بها أو طلب نصرتها إلا وتم بنائه وإسناده وإنقاذه وتطوره " ولا ندري من نحمِّل مسؤولية اساس هذا الخلل الفادح والذي نحن العراقيون بأمس الحاجة له أكثر من اي بلد اخر والأيام شواهد ؟!
وسيبقى ممن ارتكبوا جناية العبث بالإسلام المحمدي وقسموه على قدر مصالحهم وكذلك الولاية الجغرافية والوطنية والنأي بالنفس عن صراع المحاور وأعتبار العراق ساحة تصفيات برؤية معاقة لا تعرف ألف باء الصراع الإسلامي الاستكباري الذي جزء اصيل فيه العراق! لكنها فلاتر تخفي تجاعيد الوجه القبيح للعمالة من اجل الدنيا الفانية حتى استطاع العملاء كبيرهم والصغير تغيير النظرة لمثل الفكر الثوري الذي هو العلاج الوحيد لمثل أمريكا لأن الخُميني العظيم هو خبير أوحد ومعالج فذ في معالجة مثل هذا الأستكبار البغيض ولله در من قال ( أن أقلّ ما يُمكنني قَوله أنّ هذا الرجل يَبدو وكأنّه واحداً من الأنبياء الذين حكى لنا التأريخ عنهم ، ولعلّه أبن عِمران هذه الأمّة جاء ليَدحَرَ فرعونَ زمانه ويَدرحه من بلاده ) المستشرق "روبن وود"
البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..
https://telegram.me/buratha